د.عبدالعزيز العمر
في سياق الدعم المهني الذي أتلقاه دوما من جامعتي، جامعة الملك سعود، تم في وقت مضى منحي إجازة تفرغ علمي، لقد قضيت جزءاً من تلك الإجازة في جامعة ملبورن في أستراليا.. اسمحوا لي أن أعرض عليكم هنا بعضاً من ذكرياتي (الأسترالية).. عندما هبطت بي الطائرة في مطار ملبورن وخرجت من الطائرة فوجئت بالبرد القارس، وأنا القادم للتو من صيف الرياض اللاهب على الضفة الأخرى من الكرة الأرضية.. وفي اليوم التالي وبعد اطلاع القسم على سيرتي الذاتية فوجئت بخطاب من رئيس القسم بجامعة ملبورن يطلب مني إلقاء محاضرة في مجال تخصصي فوافقت، وأنا الذي أمضيت جل عمري المهني دون أن تطلب مني أيّ جهة في وطني إلقاء محاضرة.
وفي أحد الأيام كنت في قاعة الاستراحة بالقسم أتبادل الحديث مع أعضاء هيئة التدريس، حينها ذكر لي أحدهم أنهم في أستراليا يعتبرون السعودية مرجعاً لهم في تحلية المياه.. فالأستراليون يعانون من نقص في المياه في بعض المناطق، فقاموا بتصنيف مناطقهم بحسب خطورة نقص الماء فيها إلى مناطق خضراء وأخرى صفراء وأخرى حمراء، ولغرض ترشيد استخدام المياه تقدم السلطة الأسترالية بعض النصائح لمواطنيها.. وللظرافة نذكر منها مثلاً أن يستحم الرجل وزوجته سوياً تحت نفس الشاور في الوقت ذاته.
من جهة أخرى عانى الأستراليون من كثرة الجمال في صحاريهم فأصبحوا يقتلونها من الطائرات، ثم فكروا أن يشحنوها إلى دول خليجية. ومن أجمل ما سمعت من الأستراليون عن افتخارهم بوطنهم قولهم: إن بلادنا تسير دائماً إلى الأمام، مثلنا في ذلك مثل حيواننا الوطني الكنجارو الذي لا يتحرك بطبيعته إلى الوراء.