د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
خلدت الدرعية في تاريخنا الوطني منذ أن تحررتْ الأمكنة من سلطة عقالها، فتلألأت وأصبحتْ من أهم الشواهد الحضارية في بلادنا المملكة العربية السعودية حيث الألق الأزلي على خريطة العالم بأسره فقد تجاوز شعاعها المحيط المحلي إلى العالمية؛ ولمّا أن كانت الدرعية مرجعية مكانية يحيطها الفخر من وجوه عديدة، وانعتقتْ فيها ممكنات الامتداد الذي استلهمت من روح المكان في سابق عهده؛ فقد توالتْ المؤثرات في استمطار خلفية الصور المضيئة حتى أصبح مرتبع الدرعية مكمناً للمنجز السعودي الحديث الذي راد العالم فأطاعوه!!
وباطراد فائق جاء المشروع الملكي المبهر [بوابة الدرعية] ليتربع في مستراد «الدرعية» وليكون من مرجعياتها المكانية فيناله الفخر تأسيساً على عراقة المكان وامتلاء تاريخ الدرعية بما يشعل حاضرها، ويستقبل محمولات بوابتها ويحولها إلى [أيقونة] اكتشاف جديد للقيمة المضافة في سياق محتويات المشروع الثقافية الشاملة فقد جاء المشروع بوعي ملك محب للدرعية فهي عنده حفظه الله جوهرة المملكة، وولي عهده التواق لموسوعية المنجزات السعودية وهو من يقول ويفعل حفظه الله، ولما أن تم التخطيط لمشروع [بوابة الدرعية] والبدء في تنفيذه فلأن هناك من الممكنات التي لا يعوزنا تعليلها حيث استلهمتها [بوابة الدرعية ]من روح المكان وعمق المكانة في سابق عهودها عندما كانت عاصمة للدولة السعودية الأولى، واليوم توالت المؤثرات في استمطار خلفية الصور المضيئة من أعماقها حتى أصبح مرتبع الدرعية مكمناً للمنجز الأصيل الذي هو في انعكاسه أيضا نموذج للعقل السعودي الذي شيّدَ وبنى في سالف عهوده، وهناك تكمن الأسس المجتمعية آنذاك لتصبح الأماكن والأسماء تملك الإنسان برمته؛ فمما طُرِحَ عن [بوابة الدرعية] حين وضع خادم الحرمين حجر الأساس لها مساء الخميس الماضي قد تمخض عن تلك الحدود القوية التي جعلتنا نستحضر الرموز التي تتجلى في تركيب كلي للحضارة التي كانت في الدرعية، وسرتْ اليوم إلى بوابتها المكتنزة بالنمو والتنمية، والجميل أن الدرعية لم تترك الصعود أبدا، وفيه يكمن سرّ مسراها ومسرانا لها، فكانت تخطو إلى الأمام لتستبصر بوابتها ومكوناتها الفياضة [متاحف ومراكز ثقافية ومطاعم عالمية وعشرون فندقاً وكل ذاك سيوفر بإذن الله خمس وخمسين ألف وظيفة] وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي للمشروع في تصريح صحفي ونضيف عليها نحنُ: لذة الأفكار الجديدة.
ويكتسب المشروع العملاق أهميته وخصوصيته بردائه الجميل [محافظة الدرعية] الذي يذهبُ بنا إلى ما وراء الاحتواء الذاتي للانتماء إلى عمق تاريخ بلادنا وهي في عليائها اليوم؛ فكانت الدرعية وكان ملكنا سلمان بين ظهرانيها تطل عليه شغوفة جذلى ليصطفيها في كل طاقاتها ضمن مشروعها الكبير [بوابة الدرعية] ذلك المشروع الذي تحمله ملامح وافرة فكان فضاء الدرعية مبتهجاً بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده مبرزاً حفظه الله بتشريفه ورعايته بذلك الافتتاح كثافة المكان التاريخية التي استلهم منها حفظه الله مجالات فوّارة ليفتح الستار عن تداخل ثقافي وحضاري جديد ورؤى عالمية تمتاح ونمتاح منها تنطلقُ من الدرعية وإليها، فهنيئا [لبوابة الدرعية] بفضاءاتها المرتقبة هذا الاحتفاء الملكي، وهنيئا لبلادنا ازدهارنا المرتقب، وحراكها التاريخي المثمر الذي يوظف عراقة الأرض لاستيعاب طموحات الوطن الغالي.
بوح الختام..
وتخطبُ من سلمان خالص ودّهِ
وإنّ مجيبا من نداءٍ لسامعُ
وكل مغانيها لسانُ تحيةٍ
وودكم ُ تُحْنِي عليه الأضالعُ
فعش بينهم تهفو إليك قلوبهم
يحوطكَ حبٌّ فوق ما أنتَ سامِعُ
- من شعر: عبدالله بن خميس رحمه الله