اليابان - موفد «الجزيرة» - أحمد العجلان:
أصبحت مباراة إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2019 الآن على بُعد أيام قليلة فقط؛ إذ يحتاج أوراوا ريد دايموندز المضيف إلى العودة في النتيجة أمام الهلال بعد أن خسر ذهابًا 0-1، وذلك إذا ما أراد رفع اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وتحقيق رقم قياسي.
في الـ16 نهائيًّا السابقة يُظهر التاريخ أن الفريق الذي يخسر مباراة الذهاب لا يكون بطلاً في نهاية المطاف، باستثناء الاتحاد السعودي فقط الذي تمكّن من تحقيق هذا الإنجاز، وكان ذلك في عام 2004.
ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لم تكن هناك بعض اللقاءات الرائعة التي لا تُنسى على مَرّ السنين. وفي هذا السياق يسلط التقرير الآتي الضوء على خمسة لقاءات مثيرة، شهدها إياب النهائي منذ انطلاق البطولة القارية، وذلك قبل مباراة الأحد على استاد سايتاما.
1- سيونغنام ايلهوا تشونما (كوريا الجنوبية) - الاتحاد (السعودية) على استاد سيونغنام ديسمبر 2004.
في مباراة الذهاب سجل سيونغنان هدفين في الدقائق الأخيرة بواسطة كيم دو-هون وجانغ هاك-يونغ، أسهما في تحقيق الفوز بنتيجة 3-1 على استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة؛ ليجعلهم مرشحين بقوة للفوز باللقب عام 2004، لكن ما حدث بعد ذلك صدم القارة. كانت مباراة الإياب لا تزال بدون أهداف مع اقتراب الوقت من نصف ساعة حتى نجح رضا تكر في افتتاح النتيجة؛ ليعطي الضيوف بصيصًا من الأمل، قبل أن يكثف حمزة إدريس الضغط على سيونغنام بمضاعفة النتيجة لفريقه في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من زمن الشوط الأول.
ونجح محمد نور في جعل الاتحاد يتفوق في النتيجة الإجمالية عند الدقيقة الـ56، وعاد قائد الفريق بعد 12 دقيقة ليعزز النتيجة بالهدف الرابع.
وفي الوقت المحتسب بدلاً من الضائع أضاف مناف أبو شقير الهدف الخامس؛ ليحقق فريقه فوزًا مذهلاً 5-0، ويتفوق في مجموع المباراتين 6-3، وهو أبرز عودة في النتيجة تشهدها البطولة على الإطلاق.
2- الكرامة (سوريا) - تشونبوك هيونداي موتورز (كوريا الجنوبية) على استاد خالد بن الوليد نوفمبر 2006.
كان الكرامة بطل الدوري السوري قد صنع مفاجأة كبيرة من خلال بلوغه نهائي عام 2006، خاصة أنه أقصى في طريقه المدافع عن اللقب والبطل مرتين (الاتحاد السعودي). لكن بعد أن خسروا مباراة الذهاب في تشونبوك بنتيجة 0-2 كانت تنتظر الكرامة مهمة صعبة في حمص؛ إذ حضر 40 ألف مشجع؛ ليهتفوا لفريقهم من أجل تحقيق العودة في النتيجة.
كانت الأمور جيدة بالنسبة للضيوف مع نهاية الشوط الأول، لكن الهدفين السريعين بواسطة إياد مندو ومهند الإبراهيم قبل نصف ساعة على نهاية المباراة دفع الحشد الجماهيري في المدرجات إلى الشعور بسعادة كبيرة؛ إذ أصبح الحلم حقيقة واقعة.
ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك لأن البرازيلي زي كارلوس حطم القلوب السورية عندما سجل هدف التتويج مع بقاء دقيقتين على نهاية اللقاء؛ ليذهب لقب دوري أبطال آسيا لأول مرة إلى منطقة شرق آسيا.
3- غوانغزهو إيفرغراند (الصين) - إف سي سيؤول (كوريا الجنوبية) على استاد تيانهي نوفمبر 2013.
بين عامَي 2009 و2012 فازت الفرق الكورية باللقب ثلاث مرات بعد أن تم اعتماد نهائي البطولة من مواجهة واحدة، قبل أن تعود إلى مواجهة ثنائية في عام 2013. كان فريق سيؤول يحاول أن يصبح القادم الجديد من كوريا الجنوبية الذي يتوج بلقب البطولة، لكنه واجه القوة الصينية الصاعدة غوانغزهو إيفرغراند في المباراة النهائية.
بعد التعادل الإيجابي 2-2 في العاصمة الكورية تم تأجيل الحسم للقاء الإياب في غوانغزهو؛ إذ وضع إلكيسون المضيفين في المقدمة عند الدقيقة الـ58 من لمسة أولى رائعة. تعادل ديان داميانوفيتش للضيوف بعد فترة وجيزة، لكن غوانغزهو احتفظ بهذه النتيجة في آخر 30 دقيقة؛ ليصبح أول فريق يتوج بلقب دوري أبطال آسيا من الصين.
4- الهلال (السعودية) - غرب سيدني وندررز (أستراليا) على استاد الملك فهد الدولي نوفمبر 2014.
الهلال الذي يملك ستة ألقاب آسيوية في رصيده كان المرشح الأبرز قبل خوض نهائي البطولة في 2014؛ إذ واجه ويسترن سيدني وندررز المشارك لأول مرة. لكن الخسارة 0-1 في مباراة الذهاب أمام الأستراليين تركت المواجهة في موقع مثير للفضول قبل لقاء الإياب في الرياض.
كان الهلال يتطلع إلى أن يصبح الفريق الثاني من السعودية الذي يفوز بلقب دوري أبطال آسيا بعد منافسه المحلي الاتحاد، وحتى يومنا هذا من الصعب تصديق أنهم لم يفعلوا ذلك.
موجة بعد موجة من هجمات الهلال أبقت ويسترن سيدني تحت ضغط مستمر تقريبًا طوال مجريات اللقاء؛ إذ ضاعت على ياسر القحطاني بالتحديد العديد من الفرص في الوقت الذي تألق فيه حارس المرمى أنتي كوفيتش بشكل لافت للأنظار.
بطريقة أو بأخرى بقيت المباراة دون أهداف؛ إذ صمد لاعبو ويسترن سيدني وندررز؛ ونالوا لقب دوري أبطال آسيا بطريقة مفاجئة.
5- العين (الإمارات) - تشونبوك هيونداي موتورز (كوريا الجنوبية) على استاد هزاع بن زايد نوفمبر 2016.
شهد نهائي البطولة عام 2016 وجود فريقين يسعيان إلى أن يصبحا بطلَين للقارة للمرة الثانية. وكان تشونبوك هو الذي تفوق في مباراة الذهاب على أرضه، وذلك بعد أن حقق ليوناردو بيريرا ثنائية في غضون سبع دقائق أواخر الشوط الثاني، قاد من خلالهما الفريق الذي يتخذ من جيونجو مقرًّا له لتحقيق الفوز 2-1.
تقدم هان كيو-وون لفريق تشونبوك في أول نصف ساعة من مجريات لقاء الإياب، لكن اللاعب الدولي الكوري لي ميونغ-جو عدل النتيجة بعد فترة وجيزة، ليترك الفائز بلقب أول نسخة من دوري الأبطال يحتاج فقط إلى هدف واحد لاستعادة التعادل في مجموع المباراتين، وكان هناك الكثير من الوقت للعثور عليه.
وأتيحت الفرصة المثالية للمضيفين مع اقتراب نهاية الشوط الأول عندما تم إسقاط دانيلو أسبريلا؛ إذ أشار حكم اللقاء إلى نقطة الجزاء، لكن المهاجم البرازيلي دوغلاس سدد الكرة فوق العارضة.
حصل دوغلاس والبديل إبراهيم دياكي على أفضل الفرص في الشوط الثاني، لكن أفضل لاعب في آسيا لعام 2016 عمر عبد الرحمن وزملاءه فشلوا في التسجيل، في الوقت الذي حقق فيه تشونبوك لقبه الثاني في دوري أبطال آسيا.