الأحساء - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بعزم وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، عازمة على جعل السياحة ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني، واستثمار ما تتميز به المملكة من مواقع تراثية، ومد الجسور الثقافية والتجارية مع مختلف البلدان، وفق ما حددته رؤية المملكة 2030 التي ركزت على استثمار المقومات، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة، وجعلها موقعًا رابطًا بين الشرق والغرب.
وقال سموه خلال استضافته ضيوف الملتقى الثاني للأمن السياحي، وجمعًا من أهالي الأحساء أمس الأول في قصر البندرية بالأحساء: «لم يكن قرار استثمار السياحة في المملكة قرارًا ارتجاليًّا، بل كان قرارًا مدروسًا؛ لما تتميز به المملكة من إرث حضاري وتاريخي. وبلادنا تمتلك الكثير من المقومات، سواء في الساحل الشرقي أو الغربي، وحتى في صحراء الربع الخالي، وقمم جبال السروات».
وأضاف سموه: «متفائل بأنَّ تطلُّع سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ليس ببعيد؛ فالسياحة في المملكة تشهد تقدمًا متسارعًا، وتحظى بدعم من القطاعات كافة». مردفًا بالقول: «حينما نتحدث عن السياحة فلا بد أن نشير إلى الأمن الذي هو المرتكز الرئيس لنجاح السياحة. وأنا أعلم أن الحاضرين أمامي يدركون أهمية هذا المقوم؛ فلا يستقيم الحديث عن سائح يجول بين مختلف المدن، وهو لا يأمن على نفسه».
وتحدَّث سمو أمير المنطقة الشرقية عما تضمه المنطقة العربية من ثروات طبيعية وإرث تاريخي؛ إذ قال: «لقد اختار ربنا - عز وجل - أن يبعث نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في هذه البلاد. وهذه الهبة الربانية انطلقت من بلادنا إلى مختلف أصقاع المعمورة، حتى غدت بلادنا والبلاد العربية منارة إشعاع، ومركز علاج، ونموذجًا يتمنى الجميع أن تكون بلاده بهذا المستوى. هذا ما كنا عليه في البلاد العربية، وإن كنا تأخرنا عن الركب إلا أن اللحاق به ممكن بفضل الله، ثم بفضل القدرات البشرية العاملة في مختلف القطاعات». متمنيًا سموه أن تنعم جميع الأقطار العربية بالأمن والرخاء، وأن نستعيد المجد الذي بناه الأجداد، ونكون كما أراد الله لنا {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...}.
ورحّب سموه بضيوف الملتقى قائلاً: «سعادتي لا توصف برؤية أصدقاء أوفياء وزملاء أعزاء بين حضور هذا الملتقى، تشرفت بالعمل معهم في مواقع مختلفة. ويسعدني أن أرحب بهم في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، ويسعدني أن أراهم في بلدهم، وفي مكان عزيز على قلبي، في واحة النخيل والماء والأرض الطيبة والإنسان المخلص في واحة الأحساء، أحد المواقع التي سُجلت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وعاصمة السياحة العربية التي شهدت منذ تسجيلها مشاريع أكدت اهتمام القيادة الرشيدة بها، وحرصها على أن يكون هذا المكان جزءًا من التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا». مضيفًا سموه: «تجمعنا الأحساء بنخيلها الباسقة، وتاريخها العريق، وأهل الأحساء الكرماء.. فهم كرماء نفس، وكرماء خُلق، وكرماء في الوفادة.. فكل من زار الأحساء يعجب بها وبما فيها، ويحدث نفسه دائمًا بالعودة لها».
واختتم سمو الأمير سعود بن نايف حديثه بالدعاء بالتوفيق والنجاح للجميع، وأن يكون هذا الملتقى منصة تشجع العمل العربي المشترك في مجال السياحة، وانطلاقًا نحو استثمار القدرات الكامنة في البلاد العربية، وتحويل منطقتنا العربية الجميلة إلى نقطة جذب على مستوى العالم.