فهد بن جليد
هذا السؤال مفتاح لمشكلات عديدة إذا لم يتوافق الوالدان حول اسم مُعيَّن للضيف القادم للدنيا، وسبق أن ناشدت مستشفيات الولادة، ومكاتب تبليغ المواليد بتقديم المشورة للأم والأب، لاختيار اسم مناسب للطفل حديث الولادة، كجزء من الدور الاجتماعي المُرتقب ولإصلاح ذات البين قبل نشوب أي خلاف بين الأبوين والعائلتين، ففي كل أسرة هناك (مدرعمون، ومتحمسون) سيبادرون ويتطفَّلون بإطلاق اسم الجد أو الجدة، أو أحد الأقارب في حال بقي المولود دون اسم في ساعاته الأولى، الأمر الذي قد يحرج الأبوين، ليدفع المولود/ ة الثمن طوال عمره حاملاً اسمًا قد لا يتناسب مع عصره، أو لم يطلقه أبوه أو أمه عليه فالأمور ما زالت تتم بشكل عشوائي عند البعض، لتبقى مدخلاً للفضوليين.
اسأل من حولك من (سمّاك)؟ وستجد غالبًا خلف ذلك قصة ورواية، فهذه من الظواهر المجتمعية التي أعتقد أنَّنا نحتاج وقتًا طويلاً حتى نتخلّص منها، التدخل في تسمية المولود/ة من الأقارب والأصدقاء من المُنغصَّات التي تضفي إلى القطيعة أو الجفاء مع عدم القبول بالاسم الذي تتسع دائرة اختياره، بسبب تأخر الأب والأم في حسم المسألة، عندما يكونا مُجاملين في قبول الاقتراحات، التي تبدأ كمشورة ورأي لتتطور بعد ذلك لخلاف أو ربما انفصال وقطيعة، نتيجة عدم القبول وإمضاء الاسم خصوصًا، عندما يرتبط المُقترح باسم أحد الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، ويكون مقدمًا من الأعمام أو الأخوال.
الفرحة بالمولود تنغِّصها مثل هذه التدخلات، والقصص في ذلك طريفة ومؤلمة في ذات الوقت لشخص يحمل (اسمين مختلفين) ينادي بأحدهما عند أعمامه، والآخر عند أخواله، وربما حمل في هويته أو بطاقته اسمًا ثالثًا مغايرًا بسبب مثل هذا التدخلات، وإن نشأت في بعض المجتمعات ظاهرة (الاسم الأصلي واسم الشهرة) كثقافة مُنتشرة، إلا أنَّها في مجتمعنا مشكلة نتجت عن مجاملة أو تطفل و(ميَّانة) في غير محلها، هذه المرارة لا يشعر بها إلا من عاشاها واكتوى بنارها، وقد قابلت أشخاصًا كثر كان لقصص تسميتهم أحداث وخلافات بعضها طريف وبعضها مؤلم لجيل مضى وانتهى عليه رحمة الله، إلا أنه خلَّف لنا تلك الثقافة التي مازلنا نعيش بعض فصولها حتى اليوم، ولا ضيِّر من طرحها للنقاش والتفاكر حولها.
وعلى دروب الخير نلتقي.