وهذا من مياه حاج حجر اليمامة وقد أوردنا قبل ذلك الكثير من أعلام ومنازل هذا الطريق وآخر ذلك معدن الأحسن وقريته ويقع في جبال الأحاسن (الخوّار حالياً) وقريته وتسمى حالياً العويجا ثم يمضي حاج حجر اليمامة باتجاه القبلة حيث يمر على ماء العلكومة التي اخترت أنها (عسيلة النير) ثم يمضي باتجاه القبلة ولكن التضاريس جبلية مما يضطره أحياناً إلى الانحراف يمنة ويسرة تبعاً لطبوغرافية (طبيعة المنطقة) حتى يصل إلى ما يسمى حالياً (ريع الحاج) وهو ثنية تقع إلى الشمال الشرقي من بلدة الحنابج التي يقطنها المراشدة من مزاحمة روقة عتيبة. ولنستعرض الآن أقوال القدماء عن هذا المورد الذي شارفنا على وروده وهو جفر البعر.
قال الأصفهاني في كتاب بلاد العرب ص134: (ولبني قريط راهص وهو حرة سوداء وهي آكام متقاودة متصلة تسمى نعل راهص ثم الجفر جفر البعر يأخذ عليه طريق الحاج من طريق حجر..). وراهص هي ما يسمى حالياً (أبقار) أو (رؤوس أبقار) وهي منطقة واسعة سوداء متحجرة متصلة وبها آكام.
وقد تصحفت عند نصر الاسكندري إلى تل راهص خلافاً لما عند الأصفهاني في بلاد العرب وياقوت الحموي في معجمه - كما سنرى - الذي يقول في كتاب معجم اليمامة ج2 ص146: (وجفر البعر قال الأصمعي جفر البعر ماء يأخذ عليه طريق الحاج من حجر اليمامة بقرب راهص وقال أبو زياد الكلاب جفر البعر من مياه أبي بكر بن كلاب بين الحمى وبين مهب الجنوب على مسيرة يوم..). وفي رسم راهص قال ياقوت ج3 ص21: (وفي كتاب الأصمعي ولبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب راهص أيضا وهي حرة سوداء وهي آكام منقادة تسمى نعل راهص ثم الجفر جفر البعر..) والجفر هي البئر التي لم تطو وأسفلها واسع شبهت بجفر البهائم والغنم الذي له بطن كبير وواسع ولقد عبر هنا بثم وهذا يعني أنه يقع بعد راهص أي بعد المنطقة الحجرية السوداء. وفي بلدة عمره بئر لم تطو وأسفلها واسع ينطبق عليه وصف جفر البعر وفي منطقة ينطبق عليها أيضا وصف نعل راهص وهي أبقار أو رؤوس أبقار إلى الجنوب الشرقي منها قريب من ريع الحاج فعمره إذن ينطبق عليها كل ما سبق من الوصف لجفر البعر.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب