د.عبدالعزيز الثويني
يا تُرى يا صاحبي ماذا تفعل حينما تصل إلى عملك كعادتك في غالب الأيام؟ بل قل لي بالله عليك ما هو أول شيء تصنعه حينما تجلس على كرسي مكتبك؟ هي عادات تصنعها بإرادتك أو إن شئت يصنعها المجتمع من حولك وأنت لا حراك!
يا تُرى هل ما تفعله في يومك وليلتك من عادات وروتين هي من تخطيط وحسن تدبير أم الأمور تكون سبهللا.. لا دين ولا دنيا..
اعلم يا صاحبي.. أنك تخلق البيئة والطموح الذي تريد بعد الله سبحانه.. وليست البيئة والمجتمع الذي يصنعك على مراده.. اجعل تلك الجملة في أعماق قلبك وروحك..
يحكي مايكل فيلب ذلك البطل السباح الأمريكي الذي حاز على 23 ميدالية ذهبية في كتابه «بلا حد» عن روتينه الذي رسمه بتفاصيله الدقيقة ولأسباب محددة قبل أن يدخل سباق السباحة بدقائق معدودة.
حيث يقول: حينما أدلف إلى غرفة الاستعداد للسباق وقبل أن ينادى على اسمي، أبدأ بمجموعة من عمليات الاسترخاء العميقة: تمارين إطالة للساق اليسرى، تليها الساق اليمنى، ثم انزع سماعة الهاتف اليمنى، ثم انزع اليسرى على ذكر اسمي.
لم يرسم مايكل تلك الخطوات عبثاً بل خطط لها وجربها وفشل في بعضها حتى حصل على حزمة منها ساعدته وهيأت لها نجاحه بعد الله عز وجل.
نعم هي حزمة عادات صنعها على قاعدة «حينما» حيث ربط مجموعة من العادات ببعضها متصلة متتالية بحيث ما إن يفعل الأولى منها، إلا وتلقائيًا يتذكر الثانية والتي تليها إلى نهاية تلك السلسلة.. ودعني يا صاحبي أضرب لك مثالاً جلياً.
لنفترض أنك تريد أن يكون لك روتين معين يحتوي على مجموعة من العادات الإيجابية حينما تفد على مكتبك في صباحك الباكر، حيث ترغب بقراءة شيء ملهم، تمارين شد وإطالة، صناعة كوب من القهوة، كتابة أهدافك العملية لهذا اليوم، وترغب بتكوين ذلك الروتين الواضح الذي يهيأ لك بداية إيجابية منتجة في يومك.
وكل الذي عليك تكوين تلك الحزمة من العادات وربطها بقاعدة «حينما»، وذلك كالتالي..
حينما أدخل على مكتبي، أقرأ كتاب غازي القصيبي عن فن الإدارة لمدة عشر دقائق.
حينما انتهى من القراءة، أتمرن تمارين إطالة وشد لمدة خمس دقائق.
حينما أتمرن، أصنع كوباً من القهوة.
وهكذا..
أو بشكل أبسط ترسمها على النحو التالي:
المكتب أول الصباح - القراءة عشر دقائق - تمارين إطالة وشد خمس دقائق - كوب من القهوة - كتابة أهدافي لهذا اليوم وترتيبها.
وصدقني يا صاحبي على الرغم من بساطة تلك الخطوة، إلا أنها تكفل لك عادات إيجابية تصنعها بامتياز ولا مانع من المحاولة والتجربة.. المهم ألا تترك ذاتك للرياح تحركها كيفما تشاء!