سهوب بغدادي
«ده مصارين البطن بتتخانق»، إنها ليست المرة الأولى التي نمر على هذا المثل نظريًا أو تنفيذيًا. بما أن الإنسان كائن حي يعيش في جماعات ويتفاعل من خلالها لتطوير نفسه وغيره على جميع الأصعدة السيكولوجية والفيزيائية وما إلى ذلك. في هذا السياق، لا بد أن نختلف لنتفق ونتفق على اختلافاتنا التي لن تفسد للود قضية. كلام مفهوم ونعلمه ونعيه جميعًا إذن، ما السبب وراء طرحي لموضوع الشجار والاختلاف والجدال؟ أريد أن أصدقكم القول بأنني رأيت منظرًا -وما أكثرها- بسبب الزحام في مدينة الرياض في طريق عودتي من العمل، ما يدفعني للتأمل والسرحان في الطرقات وما عليها. لفتني شخص مشتت الذهن خلال القيادة، حيث تكرر تنبيه من على الطريق له من خلال (البواري) ولكن دون جدوى. لا أخفيكم أنني كنت حانقة عليه وسط الزحام، فقررت أن أتجاوزه لكي أتحرر من ذلك المسار البطيء. عندما توازت سيارتي بسيارته وجدته يتشاجر مع امرأة، قد تكون زوجته. لم استمع إلى النقاش بالتأكيد، ولكنني رأيت الغضب والشرر ينبثق من عينيه، في المقابل وجدت الزوجة تواصل جدالها معه بكل برود موجهة له أصابع الاتهام، فيستشيط الأخير غضبًا فوق غضبه ويمسك برأسه تارة ويضرب على صدره تارة أخرى. بغض النظر عن موضوع الشجار، أو من افتعله من الأساس أو من الجيد والسيئ في العلاقة. هنالك أماكن أفضل وأكثر أمانًا للشجار، نظرًا للخطورة التي يشكلها -المشكلجي- على حياته وحياة من على الطريق. من هذا المنبر، أنبه على من يريد الشجار أن يأخذ خلافاته إلى مكان منعزل وأن يكون مخلصًا في الشجار بكل حواسه، مصداقًا لقوله جل جلاله «مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ».
(لننتقي خلافاتنا، لنحافظ على أرواحنا من الاستنزاف).