رد الطِّيْب خشية التأثر والمرض
* إذا كان المسلم لا يَرُدُّ الطيب، ولكن في بعض الأحيان يطيِّبُني بعض الناس بطيب لا أحتمل رائحته، وقد يُسبب لي الحساسية في بعض الأحيان، فما حكم ردي للطيب في هذه الحال؟
- قد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يَرُدُّ الطيب، ومن يقتدي به ويأتسى به ينبغي أن يكون كذلك لا يَرُدُّ الطيب، لكن إذا كان هذا النوع من الطيب المُهدى أو المستعمل في يد أخيه الذي يريد أن يطيبه ولا يستأذنه من باب إكرامه إذا كان يتأذى به أو برائحته ويُحدث له ضررًا كالحساسية مثلًا فإنه يتعذر من قَبوله ولا شيء عليه في ذلك -إن شاء الله تعالى-؛ لأن الرَّدَّ لن يؤثر في نفسية الـمُهدي؛ والذي يُخشى حال الرد أن يتأثر المُهدي نفسيًّا، فإذا اعتذر منه وقال: إن هذا يؤثر عليَّ صحيًّا ويوِرث حساسية في صدري أو في أنفي، فإن ذلك لا يؤثر عليه، وحينئذٍ لا يُمنع منه، وإن كان الأصل في ردِّه أنه خلاف الأولى.
* * *
الاتفاق على بيع سلعة ليست حاضرة لدى البائع
* أنا بائع في محل، وأحيانًا لا تكون عندي السلعة، فيطلب مني أحد الزملاء أو أحد أصحاب المحلات أن آتيه بالسلعة، فأقول له: سعرها -مثلًا-خمسة وعشرون ريالًا، فأذهب وأشتريها بعشرين وأربح فيها خمسة ريالات، علمًا أنه لا يدفع لي المبلغ حتى أشتري السلعة وأحضرها له، فما رأيكم في معاملتي هذه -حفظكم الله-؟
- إن كان يقول ذلك على سبيل الوعد على أن يحضر له السلعة وبعد أن يملكها يبيعها عليه، مجرد وعد، ثم يذهب فيملكها ملكًا تامًّا مستقرًّا ثم يبيعها عليه، هذا لا مانع منه، وإن كان يتفق معه على البيع على العقد بالإيجاب والقبول ثم يذهب ليشتريها لنفسه، ثم بعد ذلك يعطيها إياه بالعقد الأول هذا لا يصح؛ لأنه باع ما لا يملك، وحينئذٍ إنما يعطيها إياه بنفس سعرها الذي اشتراها به باعتبار أنه اشتراها بالوكالة عنه لا أنه مالك للسلعة ثم باعها عليه، وعلى هذا يجب عليه أن يقول: السلعة ليست موجودة عندي، لكن بإمكاني أن أحضرها لك في الوقت المحدد -المتفق عليه بينهما-، ثم يتم العقد بعد ذلك بعد ملكه للسلعة، أما أن يشتريها له فيشتريها له بالوكالة ويعطيها إياه بنفس السعر الذي اشتراها به، وإن اتفقا على أجرةٍ أو على سمسرةٍ أو شيءٍ من هذا فالمسلمون على شروطهم، ولا مانع من ذلك، بأن يقول: اشتريتها بعشرين وأريد أتعابي بكذا، فيتفقان على ذلك، المقصود أنه لا يُظهر أنها سلعته وأنه باعها عليه من ذلك الوقت قبل أن يملكها.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء