عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) يعتبر اتحاد كرة القدم السعودي الحالي هو الأفضل حتى الآن على الأقل في السنوات العشر الأخيرة، فجميع الاتحادات السابقة مع كامل الاحترام والتقدير لها تسير بمعايير مختلفة وقرارات متناقضة وتوجيهات غريبة، ناهيك عن عدم الاستقرار في تشكيل الأعضاء في مختلف اللجان وبخاصة رؤساؤها بين استقالة وإقالة، وكان اتحاد اللعبة إلى وقت قريب في مهب الريح، ويمكن أن تكون مغادرته في أي لحظة، ولكن مع هذا الاتحاد الذي يرأسه الراقي ياسر المسحل يسجل أكثر استقراراً ووضوحاً في الآونة الأخيرة، بجانب عدم الانسياق مع ما يتم طرحه عبر منصات التواصل الاجتماعية وخاصة (طاعون العصر) تويتر، فمهما تم من إنشاء الهاشتاقات ووصول لترندات إلا أن اتحاد اللعبة ولجانه متماسكة ولا تنظر لما يتم طرحه من خلال برامج أو منتديات أو مواقع أخرى على صفة ما يطلبه المشاهدون.
إن الاتحاد الناجح هو من يقود العمل واتخاذ القرارات حسب الأنظمة واللوائح وليس حسب ما يتم طرحه أو مناشدة الشارع الرياضي به والذي دائماً ما يكون للعاطفة دور كبير في ذلك، إلا أن اتحاد اللعبة الحالي قد أقفل الباب، وفرض نظامه وسياسته على الجميع ودون تفرقة، والأهم هو معاملة الأندية جميعها بمبدأ واحد دون التصنيف المزعج بين نادٍ كبير ونادٍ صغير، فكل الأندية تحت النظام وتطبيقه على الجميع فكبر النادي وصغره يقاس بجماهيريته وإنجازاته وتاريخه وليس بالأنظمة والقانون الذي يعامل الكل سواسية. كل ما أتمناه أن يستمر هذا الاتحاد المميز بهدوئه وشفافيته وعمله الاحترافي والذي بالتأكيد سيكون مردودة على الأندية ومنظومة العمل داخلها ومن خلالها يمتد التميز لجميع المنتخبات الوطنية والتي تعتبر الأهم وتعكس البعد الحقيقي لمستوى العمل واحترافيته داخل الاتحاد ولجانه والتي تعتبر الأميز حتى اللحظة، واستمرار هذا الاتحاد بأعضائه الموقرين وسياسته الناجحة يجب أن تكون مطلب الجميع لما فيه المصلحة العامة للكرة في الوطن الكبير.
نقاط للتأمل
- كشفت عدة أحداث ووقائع من بداية الموسم الحالي ثبات ورزانة اتحاد اللعبة وعدم الانصياع للأصوات العالية، والأهم من ذلك ثقة الاتحاد ومنسوبيه في مستوى العمل واتباع الأنظمة واللوائح المعمول بها قارياً وعالمياً .. وقد أكد هذا الأمر وبرهنة تعامل لجنة الاحتراف في قضية احتجاج نادي الاتحاد على نادي أبها، حيث إن ثقة لجنة الاحتراف بإجراءاتها بتسجيل جميع اللاعبين تم باحترافية عالية وحسب الأنظمة المعمول بها عالمياً، ويعود هذا لكفاءة أعضاء لجنة الاحتراف ورئيسها معيض الشهري.
- التميز الذي يعيشه اتحاد كرة القدم هذا الموسم والذي يعتبر الأول له يجب أن يستمر وأن لا يخربه أو يزعزعه أي قرار غير متوقع، وخاصة فيما يتعلق بمقومات النجاح للعبة كرة القدم مثل التحكيم وتحوله للحكام المحليين أو كثرة التوقف وقتل متعة المنافسة أو الاستمرار في أي مسابقة دون اللاعبين الدوليين، فمتعة كرة القدم وإثارتها لا تتم إلا بتكامل مقومات النجاح والذي يسير على اتحاد اللعبة ونقول الله لا يغير علينا.
- ما يحدث في النادي الأهلي اليوم أمر صعب وغير مقبول وقد يحدث في أندية أخرى، ولحل المشكلة وتفادي حدوثها مستقبلاً يجب أن يشترط صاحب القرار من الهيئة أو اتحاد اللعبة أن يكون مدير عام الكرة أو المشرف العام للكرة في جميع الأندية أن يكون عضواً من أعضاء مجلس الإدارة، لأن وجود مشرف من خارج الإدارة يخلق فجوة وعدم توافق لأن المشرف دائماً ما يكون منفردا في قراراته ولا يخضع لرئيس أو نائبه، بحكم أنه خارج مجلس الإدارة ويعمل باستقلالية عن البقية.. وهنا تكمل المشكلة وبدون ذلك لن يكون الحل متيسراً.
- «قال وش دراك أنها كذبة؟ قال من كبرها».. هذا المثل ينطبق تماماً على العضو الذي تم تحويله للنيابة العامة من قبل هيئة الرياضة بعدما فشل في إحضار ما يثبت ما طرحه وتحدث فيه عبر أكثر من برنامج ومنصة، وما يجعل المثل منطبق تماماً على عملية السر التي لو كشفت لتم سحب ثلاث نقاط، وكأن النقاط ورقة تسحب من أي مكان! ولكن قد لا يكون هذا الوحيد فهناك كثير يحاولون التسلق والوصول دون الشعور والإحساس بعواقب الأمور، فالوطن تحكمه أنظمة وقوانين تطبق - ولله الحمد - على الكبير قبل الصغير.
خاتمة
أسفي على زمن
أصبح فيه الكذب.. ذكاء
والعدل.. ضعف، والطيبة.. غباء
والتملق.. إخلاص، والتكبر.. وجاهة
والتواضع.. ذلة، والأدب.. سذاجة
والوقاحة.. شجاعة
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.