تتميز البيوت التراثية النجدية بجمال أبوابها ونوافذها من خلال ما يتم تزيينها به من زخرفة تتصف بالبساطة والجمال والاعتماد على البيئة المحلية.
وفي دراسة لها بعنوان «جماليات زخارف الأبواب النجدية ين تأصيل الهوية العربية والتفكير الإبداعي» تؤكد الدكتورة أسماء محمد نبوي أن الزخرفة النجدية على الأبواب تميزت بالبساطة والإبداع والتلقائية والبعد عن التعقيد والافتعال والاعتماد على البيئة المحلية في نوعية الخامات والألوان، وأشكال الرسومات والخطوط، من خلال فنانين برعوا في هذا الفن وورثوه لأبنائهم.
وأشارت في دراستها إلى أن الزخارف على الأبواب النجدية تتصف بالبساطة المرتبة بنظام وإيقاع تكراري خاص ميزها عن غيرها من وحدات الفنون الشعبية الأخرى.
وتقول الدكتورة أسماء في دراستها: «تعتمد الزخرفة في الأبواب والنوافذ في البيوت النجدية على الزخرفة الهندسية والنباتية بشكل كبير مثل المثلث والدائرة والمربع والخطوط المتقاطعة، ومحاكاة الورود والأوراق وسعف النخل وعناقيد العنب، وبعضها يكون متوارثا من الآباء والأجداد.
فالزخارف مائلة إلى التجرد واختصار بعض التفاصيل، وتمتزج بفكر وإبداع الفنان الشعبي من جهة وتخضع لإمكانات الخامة والأدوات المستخدمة والمستمدة من البيئة من جهة أخرى، وقد استطاع الفنان الشعبي أن يوظف الزخارف بكتابات لها بعدها التاريخي، واعتمدت الزخارف على الخطوط والتشكيلات الهندسية في لوحات جمالية لها دلالاتها الشكلية وإشارة حية لتفاصيل المكان في منطقة «نجد» التي زخرت بإبداع من نوع خاص».
وعن أشكال الأبواب النجدية يقول د. محمد الصالح العبدالله العريني في بحث له: «تكون الأبواب من خشب الأثل لقوته ومقاومته للظروف المناخية، وفي المدن والبلدان النجدية يقومون بزخرفتها وتلوينها ويكون لها (مجرى) لفتحها وإقفالها وعادة ما يكون من (الداخل) ومن يريد فتح الباب يدخل يده من (الكوّه) ويفتحه، والكوّه عبارة عن فتحة صغيرة بجانب الباب تكفي لدخول اليد.
ويضيف: «بعض الأبواب الكبيرة تكون من جذوع النخل بعد تسطيحها وتقطيعها إلى قطع كبيرة ومستطيلة محاطة من الجوانب بخشب أثل لحبكها وتماسكها».