تصوير - عبدالله الشيخ:
في واحة الأحساء - شرق المملكة - تبرز معالم تاريخية من قصور ومبانٍ أثرية في أحضان غابات النخيل التي تتميز بها الواحة.
وتعد الأحساء أحد أهم المناطق في المملكة من حيث تاريخها والحضارات التي عاشت فيها حيث كانت ملتقى للعديد من الحضارات التي أثرت فيها.
وتعتبر من أقدم المناطق التي نشأت على أراضيها حضارة إنسانية مستقرة يعود تاريخها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
وكان الكنعانيون أول قوم يذكرهم التاريخ كسكان لهذه المنطقة منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وقد نزحوا من أواسط شبه الجزيرة العربية حيث اجتذبتهم ينابيع المياه العذبة، ومن سلالتهم كان العمالقة الفينيقيون.
ويرجح المؤرخون أن مملكة (دلمون) التي كانت بالمنطقة واستمرت من عام 3200 قبل الميلاد، إلى عام 1800 قبل الميلاد هي دولة فينيقية أسسها أحفاد الكنعانيين قبل نزوحهم إلى شاطئ البحر المتوسط. وفي الألف الأولى قبل الميلاد نزح إلى المنطقة مهاجرون كلدانيون من أهل بابل وأسسوا مدينة بالقرب من العقير سموها الجهراء وكانت مركزاً تجارياً هاماً، وتواصلت هجرات القبائل العربية إلى المنطقة حيث استقرت قبيلتا قضاعة والأزد في أول التاريخ الميلادي ثم قبيلة بنو عبد القيس والتي هي من أشهر القبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الإسلام ومن أشهر أسواقهم سوق هجر وجواثا..
وفي محيط واحات النخيل تشتهر عدد من المواقع منها مسجد الجعلانية الأثري، وعدد من القصور والمساجد التاريخية.
وتتميز الأحساء بوفرة المياه الطبيعية المختزنة تحت طبقات الأرض وكانت تتدفق داخل هذه الواحة أهم ينابيع المياه وهي عيون جارية من أقدمها عين (قناص) بمدينة العيون ويعود تاريخها إلى 4500 سنة قبل الميلاد، إضافة إلى العيون الواقعة حول الهفوف والطرف والكلابية وجواثا والتي كانت مواقع لاستيطانٍ قديم يرجع زمنه إلى 5000 سنة قبل الميلاد.