فيصل خالد الخديدي
ليس سؤالاً تحفيزيًّا من الأسئلة التي يستخدمها خبراء تطوير الذات، ولكنه سؤال تحتمه المرحلة بأن يوجَّه لكل فنان، ويسأل الفنان نفسه ومَن حوله: هل نحن مستعدون وجاهزون لخوض معترك مرحلة جديدة، تعيشها الثقافة المحلية؟ فلم يعد العمل والمشاركة تنتظر حتى يستعد لها الفنان عند إعلانها، ولم تعد الأعمال الوقتية والمناسباتية هي المطلب، بل الجاهزية التامة بمشاريع فنية لكل فنان من مجموعة أعمال تصلح لأن تمثل تجربته، وتمكِّنه من المشاركة بفاعلية وبالقوة والمستوى نفسيهما في أكثر من فعالية فنية في الوقت ذاته.. فالبقاء للأفضل والأكثر جاهزية، وتصدير الفنان نفسه لن يكون إلا بغزارة الأعمال وحُسن التسويق لها، والحضور الجيد الذي يضمن له ولأعماله الوجود المشرف في كل نافذة تفتح للفن والفنانين، وهي كُثر في الفترة الحالية مع تعدُّد الجهات التي ترعى الفنون التشكيلية، وتقدمها بجميع مستوياتها.
كما أن الجاهزية والاستعداد من الفنان لم ولن يتوقفا على استعداده بأعمال ذات إتقان وفكر وتقنية عالية تمثله بصدق، وبغزارة إنتاجه، بل لا بد أن يكون على استعداد وجاهزية لتقبُّل الآراء ووجهات النظر، والنقد في أعماله المقدمة من خلال المعارض والمشاركات.. فأحقية الحديث عن العمل تنتقل ملكيته من الفنان إلى المتلقي حال خروج العمل من ورشة ومرسم الفنان وعرضه؛ ويحق للجميع إبداء الرأي ووجهات النظر والنقد في العمل المقدَّم. وفي المقابل يتعامل الفنان بذكاء واحترافية عند تلقي الآراء والانتقادات، والاستفادة منها كتغذية راجعة، تفيد عمله وتطوُّر تجربته، ويستطيع التمييز بين الجيد منها وغير ذلك؛ وهو ما يحتم أيضًا في الوقت نفسه جاهزية واستعداد النقد والنقاد لمرحلة أكثر انفتاحًا وحضورًا، تستوجب ثقافة أكثر تواصلاً مع هذا التسارع، سواء على المستوى المحلي والعالمي بعيدًا عن الفردية والشخصنة.
كما أن الاستعداد والجاهزية لا يتوقفان على الفنان والنقد، بل ينسحبان للمؤسسات الثقافية والفنية والمنظمين للمناسبات الثقافية الفنية، هل هم مستعدون لحسن التنظيم، والمنافسة في تقديم منجز الفنان من خلال منصات تنصفه، وتنصف إبداعه، وتقدم ثقافة البلد بما تستحق، وتحقق الحضور الإعلامي والإعلاني بشكل احترافي منافس، يخدم الفنان ومنجزه؟.