محمد المنيف
أشرت سابقا ولو بالتلميح عن صفة الناقد التي تحتاج لبحوث وليس أسطر في زاوية لا تتجاوز الأربعمئة كلمة واليوم ودون شك أو غمط لحق أحد ممن يرى أنه يمارس النقد التشكيلي في محيطنا المحلي فلست في موقع المقيم لهم لكنني كأحد التشكيليين الممارسين للعمل الفني والصحفي على مدى أربعين عاماً أو تزيد قليلا ومن خلال تشرفي بمشاركة عدد من الأقلام في هذه الصفحة.. يمكن أن أقسم واقع النقد إلى أقسام عدة مع ما كان له حضور من أقلام لأسماء عرب أسهمت في بعض الأحيان في دعم الأقلام المحلية لا أعلم إن كان لها سابق حضور في صحف بلادها.
أما ما أود التطرق له يأتي على صيغة سؤال، هل من كتب مقالاً أو رأياً تشكيلياً يعد ناقداً؟، مشيراً إلى عدم قبولي وصفي بالناقد وإنما كاتب رأي وانطباعات يخالطها بعض وجهات النظر تجاه بعض الأخطاء التنظيمية مع جهات تقيم فعاليات تشكيلية، ثم هل هناك معايير ينطلق منها من يوصف بالناقد لامست جوانب فنية حول معرض شخصي أو جماعي نقداً عادلاً بعيداً عن تصفيات الحسابات.
وأعود إلى الأقلام العربية التي أخذت نصيبها من مساحات النشر في صحفنا فقد تنوعت بين صادق يهمه الارتقاء بمستوى الأعمال وهؤلاء قلة جدا لم تدم أقلامهم إما لظروف سفرهم أو لحدوث مصادمات احترموا أقلامهم عن الدخول فيها، وبين مستغل شاب كتابته الكثير من المجاملات والمديح مما أبعده عن النقد إلى بناء علاقات ومصالح مما أساء للساحة بأن قدموا من لا يستحق ووصفوهم بالفنانين وهم ما زالوا في ألف باء الرسم وليس العمل الفني.
وأختم بالأقلام المحلية فمنهم انطباعي الطرح يميل إلى التلميع وآخر يميل للتعصب إلى أساليب معينة وأحياناً إلى التجني. لكن الأمر لا يخلو من أقلام متمكنة قليلة جدا وبعضها متوارية لعدم وجود بيئة تتقبل النقد والمساس بالأعمال، ومع ذلك يمكن أن تقوم الجهات المعنية بالفنون التشكيلية وأعني هنا معهد مسك ووزارة الثقافة أن تتبنى زرع بذرة النقد في الأجيال الشابة التي بدأت مع بداية التوجه الجديد لهذا الفن أجيالا ودعم.