خالد الربيعان
في 2014 لعب الهلال النهائي أمام سيدني، ولم يفز في الذهاب، بل خسر، ثم في 2017 لعب النهائي أمام أوراوا، ولم يفز أيضًا في الذهاب (تعادل)! ولعب النهائي منذ أيام أمام أوراوا مباراة الذهاب، وفاز.. فهل هي إشارة.. وبشارة.. لتحقيق الآسيوية؟!.. يا رب.
يقولون في الأمثال: «فات الكثير، ولم يتبقَّ إلا القليل»، وبقيت 90 دقيقة فقط، تفصلنا عن اللقب الغالي الذي طال انتظاره، اللقب المخادع «القاسي»، من فرط قساوته كان يقترب جدًّا جدًّا في أكثر من مناسبة، ثم يذهب ويطير بعيدًا ويتركنا في حسرة أشد؛ لأنها حسرة بعد أمل بالغ!.. فهل هذه المرة يلين قلبه القاسي؟.. يا رب.
حتى المقارنة «السوقية» والمالية في صالح الهلال.. هذه النسخة من دوري أبطال آسيا هي الأغلى عامة؛ تبلغ قيمة لاعبيها لكل الأندية المشاركة 806 ملايين يورو، أكثر من 3 مليارات ريال! وتبلغ قيمة لاعبي الهلال وأوراوا 75 مليون يورو. والهلال الأزرق يتفوق على الأحمر الياباني في كل شيء! قيمة لاعبيه 45 مليون يورو (186 مليون ريال) مقابل 30 مليون يورو للمنافس. الهلال يتفوق في عدد لاعبيه الدوليين، وهم أكثر (11 لاعبًا بالمنتخب الوطني)، مقابل 4 للنادي الياباني.
المحترفون في الهلال أكثر بواقع 7 نجوم أجانب، مقابل 4 للأحمر الياباني. الهلال له أفضلية في النتيجة بفوز في مباراة الذهاب. اللاعب الأغلى في الفريقين من نصيب الهلال، هو كاريو البيروفي صاحب الـ7 ملايين يورو، وصاحب هدف الفوز الذي يمكن أن يكون هدف البطولة لو صمد هو وزملاؤه فقط 90 دقيقة.. فهل يمكن؟.. يا رب!
أيضًا، ومن باب التفاؤل: الفوز على أوراوا في ملعب الهلال كان الفوز رقم 100 بتاريخ الهلال القاري، أي البطولات الآسيوية. الشيء الوحيد الذي أعتب على اللاعبين والمدرب فيه هو: لماذا الاكتفاء بهدف؟.. لماذا لا تكون العقيدة هي عقيدة الألمان التي تطبِّق حرفيًّا مقولة «إذا ضربت فأوجع: فإن الملامة واحدة»!
الألمان في مونديال 2014 يسجلون في مرمى البرازيل في قلب البرازيل، ثم لا يكتفون، ويواصلون الهجوم كأنهم خاسرون. النتيجة تصبح فوز بالـ 7! بايرن ميونخ الشهر الماضي يسجل في مرمى توتنهام بعد أن كان خاسرًا، ولا يكتفي بالتعادل، بل يهاجمون كأنهم أول مرة يمارسون الكرة ويرون المرمى! تنتهي المباراة بالـ7 أيضًا، وفي قلب لندن!
عقيدة الاكتفاء بهدف أو بالفوز «بشق الأنفس» عمومًا سبب من أسباب تراجع الكرة العربية. هاجم يا أخي، لا تفُز فوزًا هزيلاً يقلقنا! هاجم يا سيدي! أنت على ملعبك، وسط هدير جماهيرك، فُز على اليابانيين بالثلاثة والأربعة.. اضرب بكل قواك.. فالملامة واحدة، ولكنه ما حدث، ولا نملك إلا الأمل. لا أريدك - يا عزيزي - أن تأمل بالصمود لتخرج النتيجة بالتعادل السلبي.. بل نتفاءل ونطمح إلى الفوز هناك أيضًا!.. صعب.. لكن ليس مستحيلاً.. فيا رب!
الأسد
من باب التفاؤل أيضًا أن تكون قائمة هدافي دوري أبطال آسيا، وتحديدًا أول خمسة هدافين، بينهم لاعبان اثنان من عندنا: عمر السومة في المركز الرابع بـ7 أهداف، ثم جوميز، هو هداف البطولة! 10 أهداف، وينفرد بهذا، وصعب على مهاجمي أوراوا اللحاق به. أشعر شعورًا قويًّا بأن صمته عن «الزئير» بمباراة الذهاب كان له سبب وعلة، كأنه ينتظر مباراة العودة ليحرز هدفًا «يهزنا هزًّا»، هدفًا يؤمِّن لنا البطولة من أرض الساموراي.. فهل يكون شعوري هذا واقعًا؟.. يا رب!