علي الصحن
وصل الهلال إلى نهائي آسيا مرتين - قبل هذه النسخة - في السنوات الخمس الأخيرة، وفي كل مرة كان يخسر اللقب بسبب قرارات الحكام، وبسبب جزئيات بسيطة تحدث داخل الملعب، تحضر فجأة، دون أن يحسب لها أحد حساباً.
في النهائي الأول خسر الذهاب من هجمة واحدة فقط لسدني، وظن الهلاليون بعدها أن المهمة سهلة وأن ما فاتهم في استراليا سيتحقق في الرياض، وبالفعل سيطر الفريق على لقاء الإياب وفعل كل شيء، لكن عدم وجود الهداف الحقيقي، وعناد الحظ، وقرارات الصافرة، وأد الأمل الهلالي في النهاية.
وأمام اوراوا 2017 كانت كل الترشيحات تذهب للهلال، لكن الفريق وجد نفسه في الدقيقة السابعة فقط يخسر أهم أوراقه (ادواردو) ويستقبل هدفاً من خطأ دفاعي (!!) ومع ذلك سيطر على كل شيء وعاد للمباراة وأضاع أكثر من (6) أهداف بطريقة لا تحدث كثيراً في ملاعب كرة القدم، وفي لقاء الإياب بدا أن المهمة صعبة وزادها غياب المهاجم الحقيقي تعقيداً.. ثم كان خطأ المدافع هوساوي كفيلاً بإنهاء كل شيء!!
من الواضح أن الهلال كان يخسر بـ (الصافرة) و(أخطاء المدافعين) و(عدم وجود الهداف الحقيقي) في التجارب السابقة لم تفلح إدارة النادي في التعاقد مع مهاجم يصنع الفارق، عندما تقرأ تاريخ الهلال مع آخر ثلاث بطولات آسيوية حققها ستجد أن الحسم كان بأقدام مهاجمين أجانب (سيرجيو والكاتو) على سبيل المثال، وفيها أيضاً تكررت أخطاء المدافعين بشكل غريب، لكن أن تتخيل أن أهداف اوراوا (2017) كانت بأخطاء دفاعية، وفي النهائي الأول كانت الصافرة تفعل الأفاعيل، وبطريقة لا يمكن تبريرها أو تفسيرها.
بعد (72) ساعة تقريباً يلعب الهلال مباراة الحسم أمام اوراوا من جديد، الظروف هذه المرة تختلف، الفريق في وضعية أفضل لكونه كسب لقاء الذهاب، ولديه لاعبون أجانب أفضل - على الأقل - من نظرائهم في التجربتين السابقتين، والفريق لديه ثقة عالية بعد المستوى الجيد الذي قدمه في لقاء الذهاب، والأهم: أن يلعب الفريق بتركيز ولاسيما في الدقائق الأولى، وأن يحاول أن يتجاوز العشرين دقيقة الأولى على الأقل دون أن تهتز شباكه، فالتعادل سيعيد المباراة للمربع الأول، وستكون صعبة أمام فريق يلعب على أرضه وأمام مدرجه، ومن المؤكد أن مضي الوقت دون اهتزاز الشباك سيزيد الضغوط على الخصم، وسيتحرر دفاعه القوي من مناطقه، وستكون فرصة الهلال أكبر للتسجيل، وكما نطالب المدافعين بعدم الوقوع في أخطاء لا يمكن تصحيحها، نطالب المهاجمين بعدم إهدار فرص قد يصعب تعويضها، والجميع شاهد كم الفرص التي أضاعها الفريق في الرياض، والتي كان بعضها كفيلا بأن يلعب الفريق الأحد القادم بأريحية وثقة أكبر.
كل شيء جائز في كرة القدم، قد تعتقد أن المباراة سهلة فيخسرها الفريق بسهولة، وقد تراها صعبة فتنقاد إليه بشكل لم يتوقعه أحد، لكل مباراة ظروفها، وفي مثل لقاء الأحد يصعب التوقع، وكل ما يحتاجه الهلال التوفيق، والسلامة من أخطاء حكام الاتحاد الآسيوي.
بالتوفيق للهلال في اللقاء الصعب.