أحمد المغلوث
خلال العقود الماضية تحقق في بلادنا. وطننا الحبيب العديد من الإنجازات وفي مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية والتعليمية والسياحية والترفيهية وصولاً إلى الخدمات الصحية التي بات يشار لإنجازاتها بالبنان، بل راحت وسائل الإعلام العالمية تبث لقطات مختلفة من هذه الإنجازات خاصة في مجال (فصل التوائم) والتي لم تكن حكراً على أبناء الوطن أو الخليج والعالمين العربي والإسلامي وإنما من مختلف دول العالم. ومنذ بدأت أول عملية لفصل عام 1990م لتوأم سيامي سعودي ملتصق في منطقة البطن، وأُجريت العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، على يد وزير الصحة السعودي السابق الجراح الدكتور عبد الله الربيعة. حتى توالت العمليات للتوائم الذين تم حملهم بالطائرات الطبية مباشرة من بلدانهم إلى العاصمة الرياض لتتم معاينة كل حالة ومن ثم يقرّر الفريق الطبي السعودي المتخصص في هذا المجال برئاسة الدكتور الربيعة إجراء العملية أم لا. وبفضل الله ومن ثم بدعم قيادة الوطن، وبعد نجاح العملية توالت عمليات فصل التوائم في المملكة، فكانت العملية الثانية من نصيب التوأم السوداني سماح وهبة، اللتين وُلدتا بالتصاق في البطن والحوض ومنطقة أسفل الصدر، وقد استغرقت العملية 18 ساعة متواصلة، وكُلِّلَتْ بالنجاح، أما العملية الثالثة فكانت فصل التوأم السعودي سمر وسحر، اللتين كانتا أيضًا ملتصقتين في أسفل الصدر والبطن والحوض وفي مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، أُجْرِيَتْ العملية الرابعة لفصل التوائم، وكانت للتوأم السعودي حسن وحسين، الملتصقين في أسفل البطن والحوض، تلتها عملية الفصل للتوأم السوداني نجلاء ونسيبة المشتركتين في الكبد، وبعدها استقبلت المملكةُ التوأمَ الماليزي أحمد ومحمد، واستغرقت عملية فصلهما 23 ساعة.
وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الفصل تعدَّدت وشملت جنسيات دول مختلفة.. وهكذا نجد أن المملكة ومن خلال إنجازاتها الطبية في «فصل التوائم» جعلها ذلك من الدول الرائدة والناجحة في هذا المجال الطبي الصعب والدقيق. لقد حققت المملكة خلال العقود الماضية نجاحات غير مسبوقة في هذا الشأن مما دفع بوسائل الإعلام العالمية إلى أن تشير إلى هذه الإنجازات التي لم تشرف الطب في المملكة فحسب وإنما الطب في العالم الذي وصل إلى هذا المستوى من التقدم والتطور والنجاح. الذي أبهر العالم. والسؤال هنا لماذا لا يمنح قائد الفريق الطبي لفصل التوائم بالمملكة معالي الدكتور عبد الله الربيعة جائزة نوبل للطب مع فريقه على مجمل إنجازاتهم في فصل التوائم والمعروف أن هذه الجائزة تمنح للمبدعين في مجالات متعددة حول العالم. ومن بينها الطب. ولا شك أن العمليات الناجحة التي قام بها الدكتور «الربيعة» وفريقه ساهمت في تحقيق حياة أفضل لكل من تم فصله من توائم. فباتت حياتهما أجمل. ليس لهما فقط وإنما حتى لأولياء أمورهم وأفراد أسرهم.. وما قام به الفريق الطبي هو إبداع طبي جراحي يستحق كل تقدير وإكبار. ولا شك أن نجاحاتهم كان لها تأثيرها الكبير داخلياً وخارجياً. حتى أصبح الفريق وقائده حديث الناس كل الناس. في زمن باتت فيه التحولات الجديدة في عالم الطب تُذكر فتُشكر. لما يبذله الإخوة الأطباء والطبيبات من جهود جبارة فبعضهم يواصل العمل ليل نهار في خدمة المرض ومن يحتاج لهم. فما أروع أن يحظوا في حياتهم بكل تقدير وإكبار خاصة من (مؤسسة نوبل العريقة التي قريباً سوف تحتفل بمرور 120 سنة على إنشائها) والتي من ضمن جوائرها المميزة جائزة نوبل للطب.. فهل يتحقق ذلك. هذا ما نأمله..؟!