تأليف - حمد بن عبدالله القاضي:
علو في الحياة وفي الممات
لعمرك تلك إحدى المعجزات
الوزير الأديب الثروة الوطنية التي لم تحدث من قبل عبدالعزيز ابن عبدالله الخويطر
رجل عذب المحيا، سكري النفس، رقيق القلب، أصيل الجنان، رفيق الجناب، إن حدثك صدقك، واستولى على عقلك، فكتبه تعلم العقل قبل الأدب، كما وصف الواصفون، وتحير المتأدبون في نعت أديب العصر العباسي عمرو بن بحر الجاحظ، جاحظي السفعة، جاحظي النظرة، جاحظي المباحثة، فلا أدري مما أعجب من المشبه أم المشبه به، إن صحت العبارة الذكرى حديث ناطق، والوفاء حديث واثق، تيمني الوالد العزيز الخويطر حياً وميتاً ناطقاً وصامتاً مؤلفاً أم مؤلفاً عنه، في كل فنون العلم هو طارق، وحديثه القدح المعلي، إلا أن سمة الأدب هي قائد زمامه، وناظر حجابه، عليه من الله شآبيب الرحمة، ما أجمل وأحلى وأبهى أن يتسابق الأدباء في ترجمة الأدباء، وهذا منهم رمز وفاء، لمن تعلموا على أياديهم البيضاء المعطاءة، الكثير والكثير، رغم أن المعرفة لا تعرف، والعلم لا ينكر، خلبني أستاذي أبوبدر، منبع القمرين، حمد بن عبدالله القاضي -حفظه الله- حينما هب وهم واشتعل كالأسد في عرينه، وألف عن حب قلبه العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، في كتاب رحب الفضاء، فسيح الهواء، عنون له بالعنوان العذب العذيب التالي: (د. عبدالعزيز الخويطر وسم على أديم النزاهة والوطن)، وهذا وقد كتب هذا الكتاب الطرفة من منطلق المشيخة والأستاذية والمثل الأعلى ولله المثل الأعلى سبحانه جل في علاه:
جزاك الله عني كل خير
فقد طوقت بالمعروف جيدي
فأنت الجوهر المكنون فينا
وأنت الشيخ ذو الرأي السديد
وأنت الرائد المحبوب صدقاً
تمد الصعب بالقول المفيد
وبالتوجيه والنصح المرجي
ليحيا النشء في العيش الرغيد
عرفتك دائماً حلو السجايا
كريم الأصل مذ أمد بعيد
فدم شيخاً وأستاذاً جليلاً
وعملاقاً له سمة الخلود
فذا شعر وذا سحر حلال
ويأت ختامها فوح الورود
يقول القاضي في إضاءته النيرة بين يدي الكتاب: (جاءت فكرة هذا الكتاب الذي استشرف أن يفي ببعض حق هذا الرجل الغالي، ووفاء له وتذكيراً ببعض مآثره وسبباً من أسباب الدعاء له)، أما ما يحويه الكتاب فتنظمه الكلمة الآتية: (هذا الكتاب هو توثيق لبعض جوانب حياته وسجاياه وآثاره، وحديث عن جوانب تتعلق بكتبه وعطاءاته الثقافية).
ومشمعل أخو عزم يشيعه
قلب صروم إذا هم لم يهب
لك الله أيها القاضي، ولعمري إن صح الهاجس، أن جل الكتاب يدور في نبراس الخويطر الشارد شرود الحكمة السائرة الدين -الضمير- الوطن كلمة مدوحة، ذات صيت، وعبقرية في جمع ثلاث كلمات تشكل مثلثاً متساوي الأضلاع، عليك بالدين أبداً به، فهو قائد زمام الإنسان ومنه يتولد ضمير حي ناطق، ضمير يزرع حب الوطن، والدفاع دونه:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فدرته الياقوت والجود ساحله
هالني في الكتاب إجماع الأمة مثقفة متعلمة على حب الخويطر فيما نقشته الأيادي على صخر الذكرى، والله إذا أحب عبداً حببه لملائكته ثم تنادي الملائكة في الأرض أن الله يحب فلاناً فأحبوه، أسكنه الله وفراديس البرزخ وفراديس السماء.
- ينظر الشيخ الأستاذ إبراهيم الحماد سيرة وإنجاز، جمع مادته أبناؤه فهد وأحمد إبراهيم الحماد، ط1 (1436هـ - 2015م). مطبعة سدير - عمرها الله.
** **
قراءة/ حنان بنت عبدالعزيز آل سيف -بنت الأعشى-
عنوان التواصل ص.ب 54753 الرياض11524
hanan.alsaif@hotmail.com