فهد بن جليد
هناك حالة تيَهان واضحة في النسخة السعودية لبعض حفلات فن (الاستناد أب كوميدي)، الذي كنت أعتقد أننا نجحنا في سعودته بالتجارب الشبابية المطروحة، مع إيماني التام بأنََّ الفن لا جنسية له، ولكن ما يحدث من أخطاء ترافق بعض العروض التي يقدّمها شبابنا مؤخراً، تعطي انطباعاً وكأنَّ الكوميديان السعودي لا يتمتع (بالفهم الكافي) لطبيعة الجمهور الذي يخاطبه، ولا يحسن إضحاكه دون سخرية، حتى وهو أحد أبناء المجتمع ذاته، أو على الأقل ممَّن عاشوا وتربوا في كنفه، نتيجة وقوعهم في فخ التقليد، والتأثر بالصرخات والضحكات والتصفيق، ما ينتج عنه تجاوز ما بملامسة محظور ديني، اجتماعي، بعبارات إمَّا بذيئة وخادشه أو حركات وإيحاءات مرفوضة اجتماعياً، بحجة مواكبة تقديم فن عالمي له شروطه وطبيعته ومعاييره التي يجب أن يلتزم بها المؤدي ويتقبلها الجمهور.
أعود للكتابة عن الموضوع مرة أخرى، لاعتقادي بأنَّ المسألة بحاجة لمراجعة وضبط أكثر، فتجاوزات بعض نجوم استاند أب كوميدي آخذة في التطور والانتشار دون علمنا بجهة واضحة مسؤولة عن المحتوى الذي يقدمه شباب مُتحمس، ما زال معظمهم عاجزين عن تقدير مسؤولية الوقوف الارتجالي (الناقد والساخر) أمام الحضور، ليجد الجمهور نفسه مُضطراً للعب دور الرقيب، برفض كلمة، عبارة، إيحاء، كما حدث أكثر من مرة، وهذا أمر غير صحي في مناسبات، يفترض أنه تم الإعداد لها بشكل جيد لتكون مُتنفساً للشباب والعائلات.
الرقابة المُسبقة تقتل هذا (الفن الحي) القائم أساساً على ردة فعل الجمهور، الجرأة، الارتجال، كوميديا الموقف، وربما الصدمة أحياناً للوصول إلى أبعاد فنية وثقافية مُحددة، ليبقى السؤال المطروح: هل يمكن قبول هذا الفن بكل مساوئه وإيجابياته محلياً مثلما يحدث فضائياً؟ أم أنَّ الوقت ما زال مُبكراً على تهذيبه على المسارح، وعلينا التفكير بصيغة أخرى تناسب (الجمهور المحلي) حتى لا نضيع مشيتنا على المسرح؟
وعلى دروب الخير نلتقي.