د. خيرية السقاف
عادة حين تشاء النفس إجراء تغيير في المنزل، ببناء حجرة إضافية، أو نقض جدار لتوسعة مساحة أخرى، أو تغيير الألوان، وزخرفة النوافذ، واستبدال الأثاث، فإن أركان البيت لا تهدم، وقواعده لا تنشطر، وأساسه لا يمس..
وإلا يغدو آهلاً للانهيار، ولسوف ينقض كامل البناء، ولنا أن نتخيل متى سينقض؟!،
والناس نيام فيموتون، أو يقظون فيلحق ببعضهم الضرر، أو خارجون عنه فيخسرون بناءهم وما يحتويه؟!!..
كذلك أخلاق الناس فيهم أبنية، ليس عليهم نقضها، ولا المساس بها..
أيضاً فإن علاقاتهم الأسرية أبنية وعليهم الحفاظ على قواعدها، وإلا تعلقت أعمالهم، ورصدت أخطاؤهم، وخسروا الكثير..
لذا فإن الرغبات في تغيير النُزل، وتبديل المقام يحتاج إلى إدراك كلي لجوانب الأسس، ولمواقع القواعد، ولجوانب القوة..
كذلك التفريط في قِوامات الأخلاق، وفي أصول العلاقات، لا يختلفان عن نقض قواعد البيت، بعدم المبالاة بأسسها..
إن الانهيارات التي تصيب البشر بمآلاتها الخاسرة لا تكون إلا بالتفريط، والغفلة، وعدم الوعي، وإنما تكون النجاة منها بقوة الصبر، والعزيمة، والوعي، والإدراك، والرضا، والقناعة، والعناية..
وقبل ذلك، وبعده بيقين ثابت في أنَّ لا مناف لما ليس له قاعدة ثابتة، وأساس راسخ.