عبد الله باخشوين
احرص دائماً على مشاهدة النساء والبنات السعوديات اللواتي يظهرن على (شاشة) أي قناة تلفزيونية.. سواءً كمقدمات برامج أو كمستضافات في برامج أو فعاليات.. وجميعهن - دون استثناء - عندما يصل الحديث عند (حيواتهن الشخصية) وأحياناً عند الاستشهاد أو الإيضاح.. تغمرني الفرحة وأنا أسمع الواحدة منهن تقول : (الوالد) أو (أبوي) أو (بابا).. لنعرف منها أن والدها هو الذي رعاها وشجعها ودفعها للسير بخطى واثقة لتصل إلى المستوى الذي وصلت إليه، وتجلس أمام شاشة التلفزيون بكامل أناقتها للحديث بثقة لا يتمتع بها بعض الرجال.
أشعر بالفخر والاعتزاز بكل أولئك الآباء وأقول في نفسي - إذا كنت أشاهد وحيداً - وجهراً إذا كان هناك من يتابع معي.. أقول للأب : (بيَّض الله وجهك).
وتعود بي الذاكرة لتلك الأيام التي كنا نزور فيها الدكتور عبد الله مناع في عيادته المطلة على (شارع قابل) أهم شارع في وسط البلد بجدة.. فقد كان يصدف - كثيراً - أن نجد في (صالون الانتظار) عدداً من رواد الأدب والثقافة وبعض أبناء جيلنا الذين يجدون في مجلسه الترحيب والرعاية.
يومها أذكر أن الحديث دار حول (الأصوات النسائية) التي نستمع إليها في الإذاعة السعودية وكان الأمر لا يخلو من شيء من الطرافة.. فقبل السماح بضم الأصوات النسائية جرى ما يشبه الاستفتاء أو المشورة، وبعد ذلك تم الحسم من مرتبات المؤيدين لـ (ظهور صوت المرأة).. وكانوا هم أول من قدموا بناتهم للإذاعة :
- أسماء محمد حسن عواد
- شيرين حمزة شحاتة
- دلال عزيز ضياء
وأعتقد - جازماً - أن الدكتور المناع أفضل من يتحدث عن هذا الموضوع.. لمعرفته وقربه من هؤلاء الرواد ولعشقه القديم للإذاعة بالاستماع والمشاركة.
وأذكر أنني كنت أتحدث مع أحد رجال الأعمال المخضرمين عن نساء الأعمال.. فقال باختصار:
- لا تروح بعيد.. الشيخ صالح العليان فتح مكتب لابنته في أميركا حتى تدير أعماله من هناك، وتتعدد وتكبر قائمة أسماء الرجال الذين كسروا (تابوا) العيب والتحريم منذ زمن بعيد.. ربوا بناتهم بأسلوب حضاري جميل ومشرف.. وظل (عامة الناس) داخل (القمقم) لا تتنفس إلا من خلال السفر لخارج المملكة.. واستمر هذا إلى أن جاء.. زين شباب العالم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. وتصرف بهدوء وبساطة شديدة.. لم يفرض على الموطن شيئاً لا يريد القيام به.. أو يصدر قراراً رسمياً ضد إرادة الناس.
قال للناس :
- بلادكم تتمتع بالأمن والاستقرار والسلام، والقانون يحمي حقوق الناس دون تمييز.. وكل مواطن من حقه أن يعيش حياته بالطريقة اللي تناسبه.. دون أن يعتدي.. أو يقلل من شأن الآخرين.. وحقهم في العيش الكريم.. وعليه أن يحترم عاداتهم وتقاليدهم.
.......... هذا هو الحال باختصار.؟!