د.عبدالعزيز الجار الله
مصطلح الهلال الشيعي أطلقه الملك عبدالله الثاني ملك الأردن عام 2004م، على غرار التسمية القديمة للهلال الخصيب الذي يطلق تاريخياً وأثرياً على منطقة حوض نهري دجلة والفرات، كان ملك الأردن يتخوف بعد احتلال أمريكا للعراق عام 2003م أن تأتي حكومة عراقية موالية لإيران، تكون لها هلالاً شيعياً يمتد من إيران مروراً بالعراق ثم سورية ويقف في لبنان.
تلقفت إيران هذا المصطلح السياسي لتوسع هذا الهلال، وتجعل طرفيه المتقاربين أكثر اتساعاً، إلى أن يكون هلالاً واسعاً، أو شبه دائرة كبيرة وطوقاً أكثر إغلاقاً على الجزيرة العربية:
- يمتد من جنوب الجزيرة العربية من صعدة اليمن ثم ميناء الحديدة على البحر الأحمر ،تحت النفوذ الحوثي الذي احتل صنعاء عسكرياً عام 2014م، ثم خليج عدن وسواحل بحر العرب.
- ثم بحر عمان والخليج العربي والبحرين قبل تدخل السعودية وقوات درع الجزيرة عام 2011 ووقف الطموح الإيراني باحتلالها، وقطر منذ عام 1996م، ثم إيران نفسها.
- ويمر على شط العرب ورأس الخليج العربي الكويت ثم العراق.
- ثم بلاد الشام سوريا ولبنان وشواطئ البحر الأبيض المتوسط وغزة فلسطين حتى يصل مرة أخرى إلى رأس خليج العقبة مياه البحر الأحمر.
رحبت إيران بالتسمية لأنها مظلة دينية ومذهبية تجمع الشيعة من شعوب هذه الدول المطلة على بحار ومضائق وخلجان البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، ليتحقق لإيران الهدف السياسي: التوسع في البلاد العربية والنفوذ البحري على الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
فشل هذا المشروع الإيراني هذه الأيام وهي تجني نتائج الفشل بسبب توفيق الله وتحرك السعودية وقوات درع الجزيرة العربية في البحرين 2011، واليمن 2015 بعد تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية بإعادة الشرعية، واليوم نوفمبر 2019 تنتفض ثلاث دول ضد مشروع الهلال الشيعي: العراق ولبنان وتنتفض إيران على نفسها، أما سوريا فقد أصبحت صراعاً دولياً، عندما تدخلت أمريكا وروسيا وتركيا في الصراع، فلم يصبح شيعياً وإيرانيا خالصا.
تكشفت جميع الأوراق فقد كان الهلال هو هلالاً إيرانياً وليس شيعياً لأن من قاوم وانتفض ضد إيران هم شيعة العراق ولبنان وسورية (رغم قلتهم)، وشيعة إيران في الداخل.