بيروت - وكالات:
في الجلسات الأمريكية المنعقدة حول لبنان يعتقد المسؤولون الحاليون والسابقون والخبراء أن الوضع معقَّد بسبب سيطرة «حزب الله» على مفاصل القرار، وقيامه بجر لبنان إلى المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية ضد الولايات المتحدة والعالم.
مسؤول سابق عمل على الملف اللبناني عن كثب قال إنه «يوم عرضنا على اللبنانيين مساعدتهم كمجتمع دولي، وعملنا على استصدار قرارات في مجلس الأمن، تهدف إلى نزع سلاح ميليشيات حزب الله، مثل القرارين 1559 و1701، رد علينا السياسيون اللبنانيون بأن مشكلة حزب الله داخلية، وأن تسويتها تتم داخليا فقط عبر الحوار».
ويتابع المسؤول: «ثم عندما تركنا اللبنانيين حتى يتوصلوا إلى تسوية بين الدولة والميليشيا راح المسؤولون اللبنانيون يرددون أن حزب الله مشكلة إقليمية ودولية، وأن لا طاقة لدولة لبنان على التوصل إلى تسوية لها».
ولا يعتقد المسؤولون الأمريكيون ممن عملوا على الشأن اللبناني أن أيًّا من المسؤولين اللبنانيين المتعاقبين أبدوا الجدية المطلوبة للتوصل إلى تسوية في موضوع الحزب، وأن اللبنانيين «تعاملوا دائمًا مع هذه المعضلة بتلاعبهم على الكلام والبهلوانيات السياسية دائمًا بما يخدم مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة».
من يعرف العاصمة الأمريكية يعرف أن إحدى أكثر السياسات المعروفة هي تراجع الأمريكيين في الدول التي يعتقدون أن الجدية تغيب عن مسؤوليها، وغالبًا ما يردد المسؤولون في الإدارات المتعاقبة أنه «لا يمكننا مساعدة أي حكومة في العالم إن لم تقم هذه الحكومة بدورها، وبمساعدة نفسها أولاً».
«حزب الله» - بدوره - استغل انهماك المسؤولين اللبنانيين بمصالحهم، وتوصل معهم إلى ترتيب في الحكم، قضى بسماحه لهم بشغل مناصب في الدولة مقابل تسليمهم له بإدارة ملفات السياسات الخارجية والأمنية.