عمر إبراهيم الرشيد
ها هي الشعوب العربية في بغداد وبيروت تخرج عن طور الصمت والخنوع لسنوات طوال، لتجأر بالصوت والفعل في وجه من ظنوا أنهم قد تمكَّنوا من العواصم العربية الأربع، هيهات أن يرضخ العرب لاحتلال، فأين الفرس من نسيان (يوم ذي قار) الذي دحر فيه العرب الفرس مع تفوّقهم عدداً وعدة. ألم يندحر الإنجليز والفرنسيون من الدول العربية التي احتلوها احتلالاً مباشراً، بعد نضال وكفاح عربي نالوا به الاستقلال؟! وهل تمكّنت إيران من إخضاع حكومات لبنان والعراق إلا بعملائها، وهل تتجرأ على دخول هذه الدول مباشرة؟! والقصة نفسها في اليمن وذراعهم الحوثي هناك. لقد أخذت الرجفة الفرس من هذه الانتفاضة وأيقنوا أن الأيام دول وأن من لا يقرأ التاريخ (القادسية) وغيرها من الدروس، هو الضعيف الذي يكتب قصة هزيمته بنفسه، والله غالب على أمره.
فوز العراق على إيران
لا يمكن فصل الرياضة وكرة القدم أكثر الألعاب شعبية في العالم، أقول لا يمكن فصلها عن السياسة والاجتماع والاقتصاد وغيرها من كل نشاط بشري. كان فرح العراقيين بفوز منتخبهم على المنتخب الفارسي مدوّياً، وله معنى وأثر يعرفه كل عراقي حر، بل وكل عربي يعي معنى العروبة والوطنية الحقة. فوز لم يقتصر على الجانب الكروي، إنما حمل رمزية كان العراقيون بأمس الحاجة إليها وهم يرون أبناء وطنهم المسلوب يتساقطون في ميادين وشوارع بغداد والبصرة وغيرها. فوز رأى فيه العراقيون والعرب معهم فألاً بفوزهم على من ظنوا أنهم قد تمكّنوا من أربع عواصم عربية! طابت أوقاتكم.