صيغة الشمري

مع أن ثقافة العمل التطوعي كفضيلة إنسانية ووطنية من صميم تعاليمنا الإسلامية التي يحث الإسلام عليها كالتكافل والرحمة والتعاون، لكنها في مجتمعنا ما زالت قليلة، بينما تنتشر بالدول الأجنبية بل وأصبح مقرراً لديها في مناهجها الأولية، وخصصت ساعات محددة للعمل التطوعي كأساس للتخرج أثناء التعليم الجامعي.

أما نحن للأسف نشاطاتنا المدرسية لا تعنى بذلك أبداً، فأطفالنا اليوم هم رجال الغد إن لم يجدوا تثقيفاً لمسئوليتهم تجاه المجتمع من خلال نشاطات مدرسية مثل تنظيف المدينة، الذهاب برحلة إلى الأطفال المرضى لزيارتهم والتخفيف عنهم، وزيارة لدار المسنين، والذهاب إلى أحياء فقيرة والصدقة من مصروف الطلاب أنفسهم للتعامل مع العمل التطوعي كثقافة مجتمع منذ التنشئة ليعتبروه مستقبلاً عملاً إلزامياً يجب تقديمه إن لم يكن بالمال بغيره، فهي تتشكل بالصغر لتصبح سلوكاً في الكبر.

لذلك اقترح على وزارة التعليم أن يكون العمل التطوعي إلزامياً لجميع المدارس والجامعات، واستحداث أندية للتطوع فيها على مستوى المملكة، واعتماد تقارير فصلية للمبادرات والبرامج التطوعية التي يتم تنفيذها، حيث تقوم المدارس بتنفيذ أنشطة داخل وخارج المدرسة لتنمية هذا الجانب ليتشكل لدى الطلاب الشعور الإيجابي وتعزيز الانتماء الوطني وصقل المهارات والمعارف والخبرات واكتساب الجديد منها، إضافة إلى إقامة علاقات اجتماعية مبنية على حب الخير والعطاء دون مقابل والشعور بمستوى أعلى من الرضا عن النفس وتحقيق الذات. وترسيخ مبدأ التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع والإسهام الفعال في التنمية الاجتماعية عبر المحافظة على القيم والفضائل التي يتميز بها المجتمع السعودي، بالإضافة للتنمية الاقتصادية من خلال ترسيخ مفهوم البذل والسخاء.

وأن يكون هناك برنامج يعمل على تحفيز وتقييم الطلاب المتطوعين من خلال احتساب أعمالهم وأدوارهم التطوعية ويقدم لهم نقاطاً تساهم في تأهيلهم للحصول على درجات أعلى ومميزات لنشاطات مختلفة يحبها الطلاب، بالإضافة إلى التكريم وشهادات الشكر داخل المدرسة ليستشعروا أن دورهم الاجتماعي محل تقدير وفخر لهم ولذويهم. والاستمرار بذلك حتى في أوقات الإجارة الصيفية، وبذلك نتماشى مع رؤية 2030، حيث يوجد بالمحور الثالث وطن طموح أن يكون المواطن مسؤولاً عن تحمل المسؤولية لحياته وأعماله ومجتمعه للوصول إلى هدف? مليون متطوع، لذلك علينا الاهتمام بالتنشئة منذ الصغر لترسيخ قيم وسلوكيات مفيدة للمجتمع ذات طابع مؤسسي منتظم دائم يرتبط بالمجتمع وخططه التنموية.