يوسف المحيميد
تلك الأرض العظيمة، أرض المجد والنصر، لم تستكن يومًا لسطوة دكتاتور مستبد، فكيف تسكين لسطوة محتل، فهي أكثر الدول غضبًا وكرامة، من أطفالها لشبابها لنسائها، فهي تثور حين يبلغ الأذى مداه، حاولوا أن يلعبوا في مكونات هذا الشعب العظيم، ويؤججوا الطائفية فيه، واستجاب الشعب لفترة محددة، قبل أن يكتشف أنه تم احتلاله واستغلاله من قبل تجار الحروب والاستعمار منذ عام 2003، وأنه تم استغفالهم من المحتل الإيراني، الذي استغل المقدرات الهائلة لهذا الوطن العربي العظيم، في مقابل صمت النظام المنتفع، فمن كان يتخيل، مجرد تخيل، أن يحرق شباب العراق الأصيل، من شيعة العراق، العلم الإيراني في كربلاء! نعم حدث هذا ببساطة لأن هؤلاء الشباب يبحثون عن وطن حر ومستقل، وطن يمتلك إرادة سياسية مستقلة، وطن حقيقي لهم، يحبهم كما يعشقونه، وطن اسمه العراق فحسب.
هذه الإرادة الشعبية المستمرة، التي نالها القمع والقتل اليومي، يقودها شباب مخلصون شهدوا الاحتلال الأمريكي، ويشاركهم فتية في زهرة العمر، بعضهم وُلد بعد 2003، ولم يشهد أيًا من حروب العراق، ولا مقتل صدام حسين، لكنهم يثأرون لوطنهم المنهوب، يدعمهم رجال شهدوا مآسي العراق وأحزانه، هؤلاء الذين تصيبهم قشعريرة رهيبة وهم في حشود مليونية يسيرون نحو ميدان التحرير.
هؤلاء الذين يمشون بثقل السنوات الطويلة، ويرددون مع عبدالرزاق الربيعي، الشاعر العراقي:
يا عراق،
يا عراق،
يا عراق،
أيها الجرح السماوي المراق،
أيها المزروع في خاصرة الريح،
على ظهر البراق.