د.ثريا العريض
لعلني لا أنطق فقط بتوجه رغبوي حين يقنعني حدسي بأننا في الطريق إلى تقارب عربي يشمل الجزيرة، بل كل العرب، يتصدى لمحاولات الهيمنة الخارجية. تقارب يمحو ما تسببت فيه الفجوة والتباعد من صراعات وآلام ومعاناة.
هنا أتذكر وأستعيد معكم قصيدة كتبتها قبل سنوات عديدة وأرجو أن المرحلة القادمة ستشرع عودة الوئام والتعاون.
خليج.. يا خليج..
أصغي لهمسك
أصغي لوشوشة القوقعة
الريح ترحل بالأشرعة
والمدّ خطو نشيج
***
خليج.. يا خليج..
يا وطن الدان..
كيف أقولك؟
والموج مصطخبٌ بالوجيج
أنت احتباسات كل مسافاتنا في العروق
وأنت مدى الأفق والزوبعة
***
كيف أحبُك ؟
دانٌ تضيع تفاصيله
إذا ما أضاء تفاصيل وجهي
و لوّن أغنيتي الفارعة
ندوب حروق؟
***
كيف أبوحُكَ ؟
خارطةً لمدى سفري
في التباسات كنهي
مرتبكا باختلاط المقاييس
بين الأسى والتمني
بوصلة الرحلة الراجعة
***
يا أنتَ
يا وطن الوعد بالدان والوأد والصمت
حكايات أصدافنا الوادعة
بناصية الدان تجتاحنا بالصدى
والمدى أنت
تصير المعاناةَ والمعتدى
أصير أنا أنت
تناقض أنهارنا بين غيضٍ وفيضٍ
وصوتٍ وصمت
ارتهانات داناتنا في مدى الأقنعة
أنت الحقيقة والحلم والعنت
واليقظة الموجعة
***
أي نهرٍ أسميّك ؟
حين يغيض صدى الموجة الضارعة؟
لا النيل أنت
- والنيل حيناً يفي
وحيناً يطالب شطئانه بالقرابين
والوردة الناصعة -،
ولا بردى
- حين يلتاث عند التلاطم بين رطانة إخوته والعدى-
ولا الشط
- حين تحشرج مختنقا بالردى-
تيبّسَ
في نزفه مثل دان الخليج
وسيل الخليج
تبرّأ من صلة الرمل
ينعى إليه شهيق الضجيج
السكون الذي يسبق الركض
في النبض
قبل الجنازة والعاصفة :
«دجلة أغمد فيه الفرات خناجره..!!»
«ومن كان قربان قابيل..؟؟»
استعاذت مويجاته خائفة
وها أنا أسال رملك.. نخلك..
ما همس الصمت في القوقعة
أقسمُ.. والملح في الجرح
والدمعة الراعفة
والكي جمرتنا يا خليج
والحب إرث عريق عريق
تضيق بفيء السعة؟