سلطان بن محمد المالك
برزت أهمية صناعة المؤتمرات والمعارض والندوات المتخصصة في كافة المجالات والتخصصات في الآونة الأخيرة داخل المملكة مع منافسة شرسة من خارج المملكة، بل أننا -ولله الحمد- تفوقنا في جلب وصناعة كثير من المؤتمرات العالمية. هذا التحول والنمو في هذه الصناعة المهمة أوجد فرص استثمارية ممتازة لرجال أعمال سعوديين من فئة الشباب للدخول والاستثمار في هذا المجال كما فتح فرص للشباب الباحث عن وظائف في هذا المجال الحيوي المهم. الجميل في ذلك أن نشاهد شبابًا من أبناء الوطن يديرون وينظمون مؤتمرات ومعارض كبيرة محلية وخارجية، وهذا مكسب حقيقي للوطن ككل ولهذه الصناعة الحيوية المهمة.
كما برز اهتمام العديد من الجهات من القطاع العام والخاص في المشاركة في عقد مؤتمرات ومعارض خاصة تبين خططها وأنشطتها وخدماتها ومنتجاتها، كما حدث تغير كبير في فهم وإدراك صناع القرار في أهمية هذه الصناعة. وكمهتم في هذه الصناعة ومن خلال حضوري ومشاركتي للعديد من الفعاليات داخل أرجاء الوطن وددت أن أذكر بعض الملاحظات آملاً أن تجد صداها لدى المنظمين والجهات المسئولة عن تنظيم وعقد المؤتمرات والمعارض من أجل أن تتكون لدينا صناعة حيوية مهمة. يلاحظ وبشكل جلي أن هناك ضعفًا في التخطيط والترتيب لمثل تلك المؤتمرات والمعارض من حيث التوقيت فغالبًا ما يتزامن توقيتها معًا.
ولعل من الجدير الإشارة إليه أن تزامن انعقادها في الوقت نفسه يحدث العديد من الإشكاليات والتي من أهمها إضاعة الفرصة لكبار المسؤولين في القطاع العام والخاص والمهتمين من الحضور والمشاركة، كما وأنها تتسبب في إرباك وسائل الإعلام المختلفة المناط بها تغطية تلك الفعاليات وغيرها. فلا يمكن لأي شخص أن يحضر فعاليات في اليوم نفسه، لا أعتقد أن ذلك ممكنًا خصوصًا إذا كان يؤدي عمله منذ الصباح الباكر.
أتمنى أن يبدأ تفعيل دور الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات كونها الجهة المسؤولة عن تنظيم وترتيب توقيت عقد المؤتمرات والمعارض وأن يكون من ضمن أولويات عملها وضع روزنامة محددة بالتواريخ للمعارض والمؤتمرات مأخوذ في الاعتبار الفعاليات والمناسبات الدولية كذلك.