د.عبدالعزيز العمر
الملاحظ أنه في كثير من النظم التعليمية الرديئة القائمة اليوم يتوافر المال، بل تتوافر العقول النيرة المبدعة، لكن تلك الأموال والمصادر البشرية مع الأسف لا تترك أحيانًا أي أثر يذكر على جودة ورقي التعليم، والسبب بكل بساطة هو عجز تلك النظم التعليمية عن تحقيق الاستثمار الأمثل لما هو متاح لها من مصادر، أي عدم قدرتها على توجيه تلك المصادر لتحقيق أهداف التعليم بأفضل كفاءة ممكنة، ولا شك أن تحقيق التعليم لأهدافه يتطلب جيشًا من دهاقنة الإدارة وعلماء الاقتصاد إلى جانب زملائهم التربويين. ومما يؤثر أيضًا سلبًا في العوائد الإيجابية المتوقعة للتعليم غياب مساءلة ومحاسبة مخططي ومنفذي التعليم عمّا يتخذونه من قرارات قد تعيق حركة التعليم، وتقلص من عوائده الإيجابية المتوقعة على الوطن. وعندما يصل التعليم إلى هذه الحد من الضعف فلا تسأل عن حال التعليم مهما كان جودة وثراء مصادره، .. ولا بد هنا من التنويه إلى أن المال والمصادر المادية والبشرية قد تتوافر للنظام التعليمي، وقد تتوافر فوق ذلك آليات محددة للمساءلة والمحاسبة، لكن كل ذلك لن ينقذ التعليم بسبب كون القيادات التعليمية والأجهزة التنفيذية محكومة ومكبلة بنظام إداري تعليمي (شديد المركزية) و(ومفرط في البيروقراطية)، وهذا بدوره سيحجب حتمًا عن المدرسة وعن أصحاب القرار المساحة الكافية لتطوير التعليم.