إبراهيم بن سعد الماجد
الكل قادر أن يتغنى بالوطنية، ويفاخر بأنه وطني حتى النخاع.
والكل - وأعني بالكل الصالحين من المواطنين- يفاخر بأنه يفدي وطنه، ويسعى في خيره، وهذا أمر مأمول، بل مسموع ومشاهد بفضل الله.
لكن أن تمارس كرجل أعمال وتطبق الوطنية بتفصيل دقيق ومتميز، فهذا هو التحدي الحقيقي.
يوم الأربعاء الماضي كنا على موعدٍ مع يومٍ من أيام (الوطنية) المبدأ والشركة، كنا برفقة قائد (التوطين) الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير القصيم في زيارة لشركة (الوطنية) الاسم والمسمى، وقد سررنا كثيرًا بلقاء قائد هذا الصرح الخيري الشيخ سليمان الراجحي، الذي جمع الله لها المجد والخير من أطرافه، فهو الرجل التقي، والرجل الناجح، والمنفق السخي، والمبدع في الإنفاق، وصاحب الروح الجميلة، والقفشات المليحة، فسبحان من جمع وأعطى.
زرنا هذا الصرح العظيم، الذي يضم أكثر من سبعة آلاف موظف وموظفة من السعوديين، في كافة المهن والمسؤوليات.
وتأتي تجربة (الوطنية) في توظيف المرأة السعودية فريدة في نوعها، حيث يوجد قرابة عشرة آلاف امرأة معهن أطفالهن في سن الحضانة والروضة، وقد هيأت (الوطنية) لأطفالهن كامل الرعاية التعليمية والترفيهية والصحية! وهذا أمر في غاية الأهمية، حيث طمأنينة الأم على أطفالها وهي تؤدي أعمالها على أكمل وجه.
يقول الشيخ سليمان الراجحي عندما عرض علي الابن الدكتور محمد الراجحي الرئيس التنفيذي للوطنية توظيف المرأة قلت له: إذا أنت ستعاملهن معاملة بناتك الخمس فأهلاً، وإلا فلا، فكان له ما أراد، فقد شاهدنا هذه الرعاية والعناية الفائقة بالموظفات وأطفالهن.
حقيقة سرّ سمو الأمير كثيرًا بما شاهد، وأثنى على هذه التجربة الفريدة، التي تنم عن إحساس وطني صادق، راعى حاجة المرأة للعمل، وراعى حاجتها لرعاية صغارها، فحفظ لها كل أنواع الأمان بإذن الله.
الوطنية التي تدفع للسوق يوميًا - بتدشين سمو الأمير أمس- 850 ألف طائر ومليونًا وخمسمائة بيضة، كما تضم 70 ألف نخلة مثمرة، كلها تنفق في أوجه الخير.
أضف إلى كل ذلك عنايتها الكبيرة بالثروة المائية، حيث إن نظام التنقيط لكافة مزروعاتها، يتبع نطامًا فريدًا يوفر كميات هائلة من المياه، وأعتقد أنه النظام الفريد على مستوى المملكة.
في هذا المشروع الذي يُعد من مشروعات الأمن الغذائي المهمة للمملكة، حيث يمثل نحو 46 في المائة من حاجة السوق من الدجاج اللاحم والبيض، تتمثل الوطنية الحقة، لا وطنية الادعاء، فهذا المشروع الوقفي بالكامل، يعمل على أعلى مستويات الجودة، سواء في التغذية، أو التجهيز والتوزيع، والأهم من ذلك مراعاته واهتمامه بتوظيف أبناء وبنات الوطن، وليس فقط توظيفًا، بل رعاية وعناية فائقة، خاصة للعنصر النسائي، فقد شاهدنا الأطفال يتلقون التعليم، ويمارسون الترفيه، على أعلى المستويات وأكملها، ويلقون الرعاية الصحية المناسبة.
تحية إجلال وإكبار للشيخ سليمان العبدالعزيز الراجحي، هذا العملاق بأعماله التي فاقت كل التوقعات، وتحية تقدير للأخ العزيز الدكتور محمد بن سليمان الراجحي الذي يدير هذا الصرح العملاق بكل اقتدار.
وهذه الأبيات أهديها للشيخ سليمان الراجحي، من شعر عطا سليمان رموني، حيث تُعبر عن حاله -حفظه الله-:
يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله تـَبْذلـُهُ
في أوجُـهِ الخير ما لِلمال نـُقصانُ
كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا جادَ صاحِبُهُ
إنَّ السَخاءَ بـِحُـكـْم اللـهِ رضوانُ
الشـحُّ يُـفـْضي لِسُقم لا دَواءَ لـَهُ
مالُ البَخيل غدًا إرثًا لِمَنْ عانوا
إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا
أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتهُمْ بـانوا
داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين تـُطـْعِمُهُ
البَـذلُ يُنـْجيـكَ مِـنْ سُـقـْمٍ وَنِيرانُ
يا مُنـْفِقا خلفًا أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة
يا مُمْسِكـَا تـَلـَفًا تـَلْقى وَخُسْـرانُ
لا تـَخـْذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مسألة
جَـلَّ الـَّذي ساقـَهُ كافـاكَ إحْسانُ