د. حسن بن فهد الهويمل
للنقاد -منذ الجاهلية- مناهجهم وآلياتهم، ومراوحتهم بين (الذائقة) و(المعيارية) وكل مرحلة نقدية ترى نفسها أنها نهاية الابتكار، وغاية الاكتشاف، (حقل النقد) في مكتبتي فيه رسائل علمية عن حركة النقد في كل قرن، ومنها استقيت دراستي (تحولات مركز الكون النقدي) من (المنتج) إلى (النص) ومنه إلى (المتلقي).
في (النقد الحديث) ظهر سلطان النص، بل طغى على سائر الظواهر.
ومصطلح النص يعني: الظهور، والبروز إنه كتلة لغوية: منسوجة، أو مركبة، أو مبنية. ولهذا تنوعت عملية المقاربة بين: التفكيك، والتشريح، والتقويض. مصطلحات واحدة.
دخل المنهج اللغوي في النقد العربي بعدما نضج (علم اللغة) الحديث في الغرب، وبخاصة في حلقات (براغ، وموسكو، ونيويورك) لقد كان موجوداً في الموروث النقدي العربي، وتميز به نقاد عرب، ولكنه في العصر الحديث أخذ طرائق أخرى لا يجوز تجاهلها.
(النقد الأدبي السعودي الحديث) عانق التحولات النقدية الحديثة، وتعثره ناتج تلبسه بالحداثة، وتحمله شطراً من الصراع، وهو صراع حميد لو أنه تخلص من الشخصنة. (النص) حاضر في مرحلته، وفي مرحلة التلقي.
مؤرخو النقد جعلوه قسمين: سياقي، ونسقي. وأدرجوا تحت كل قسم عدداً من المناهج.
المناهج النسقية هي الطاغية والمتحكمة بالمشهد النقدي، لأنها وثيقة الصلة بالنص. ما لا أوده تلبس الدراسات النقدية الأكاديمية بعتبات نصية: مغرية، وموهمة، ومكررة، كـ(الحجاج) مثلاً. لقد أعدت رسائل بالعشرات حتى لقد اتسمت بخداع العناوين.
النقد الصحفي تقبل منه هذه (التقليعات) غير المؤصلة، أما النقد الأكاديمي فمسؤوليته: التأصيل، والتحرير. وهذا يتطلب التروي، وبعد النظر، والتواصل المعرفي مع الجامعات العالمية المشهود لها بالتأصيل المعرفي.
في النهاية أموت وفي نفسي شيء من (النص).