محمد جبر الحربي
قَالَتْ لِيَ الْهَيْفَاءُ فِي خَجَلٍ
اكْتُبْ عَنِ الْعَيْنَيْنِ يَا رَجُلُ
قُلْتُ الْعُيُونُ إذا هوَتْ صَدَقَتْ
الرُّوحُ تَحْضُنُهَا فَتَكْتَحِلُ
إِنْ أَغْمَضَتْ أَمْنٌ وًعَافِيَةٌ
وَإِذَا اسْتُفِزّتْ فَالْقَطَا وجِلُ
هُنَّ النَّوَافِذُ فِي تَلَفّتِهَا
وَأَنَا بِرِقَّةِ جَفْنِهَا الثَّمِلُ
لا شِعْرَ لَا أَلْوَانَ تًسحَرُنِي
والشِّعرُ.. بِالْأَلْوَانِ يَكْتَمِلُ
أَعْمَى بِلَا عَيْنَيْكِ يَا وَطَنَاً
كُنْتِ الدليلَ فَضَاعَتِ السُّبُلُ
هَلَّا أَضَأْتِ عَوَالِمِي بِهِمَا
فَجْرَاً.. فِدَاكِ العُمْرُ والْمُقَلُ
يَا سِرَّ ما يَمْضِي بِلَا سَفََرٍ
يَا سِرَّ مَا يَأْتِي.. وَلَا يَصِلُ
يَا فَجْرَ أَيَامِي الَّتِي غَرَبَتْ
سِرُّ التَّرَدُّدِ فِي الْهَوَى أمَلُ
وَالسِّرُّ أنَّهُمَا عَلَى كَسَلٍ
أشعلْتَنِي بهِمَا.. أَيَا كَسَلُ