مسك الفنون ضيف يسعدنا بحضوره كل عام، وفي هذا العام سجل حضوره الثالث، يأتي على عجل.. لأيام معدودة، ثم يودعنا ونحن لا نريد رحيله.. نحن كفنانين ومحبين للفن أو بالأصح من أهل الفن.
لأنه ضيف نكرمه بزيارات تصل لأرقام كبيرة، في الحقيقة لا نشعر بالوقت كزائرين لأننا نقضي وقتا جميلا ومفيدا على الرغم من الوقت طويل، لأن في المكان متعة بصرية ورؤية لأنواع شتى من الفنون وعلى سبيل المثال النحت، وفي عامنا هذا حمل مسك الفنون شعار «تجربة 0.3». نعم لا نشعر بالوقت كزائرين ولكن المنظمين والعاملين، قاموا بجهد جهيد وقضوا أوقاتاً مُرَّة ومرهقة فكريًا وذهنيًا وجسديًا، من أجل أن يتم رسم أجمل انطباع ممكن أن يؤخذ عن الحدث الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية وفنية على مستوى الوطن. افتقدنا في هذا العام الطبيب والفنان والمصور.. المبدع د. أحمد ماطر، والذي كان له دور مؤثر بحكم توليه منصب آنذاك عندما كان رئيسا تنفيذيا لمعهد مسك للفنون. معرض «متناقضات متناغمة» سجل حضورا لافتا وترك بصمة رائعة لدى كل الحضور. تنوَّعت الأعمال بداخله وكل عمل يحمل رسالة مختلفة، منها عن الخط العربي ومنها عن جمالية مكة المكرمة وآخر تعبير عن الفراق بين الأزاوج الذين يذهبون للصيد في البحر ولا يعودون وغيرها الكثير. لفت نظري حضور فنانين عالميين وكذلك التضاد في الأعمال وكل هذه في غاية الصعوبة القيام بها، ولكن مع الفنانة القديرة لولوة الحمود ليس بصعب، قامت بهذا العمل مع فريق عملها الناجح وهم شرمين الشيراوي وديمة فيصل المسلط وعمر العجروش وفورث ديزان، في الواقع أبناء وبنات هذا البلد قادرين على صنع المستحيل من أجل التعريف بثقافات هذا الوطن المترامي الأطراف.
** **
- د. فيصل خلف