مهما شعرنا بالنور من حولنا فإننا نحتاج إلى أن يضاء الكون، وتشع الأشياء وتتبنفسج الأماكن.
لكل شيء رونقه، ونحن نربط كل شيء بما نعيش به في داخلنا؛ نرتبط بالدنيا من خلالهم ننظر للمدهش بدهشتهم
نصفق لما يسعدهم..
نحتاج دائماً إلى ما يضيء الكون من حولنا غير النور، ونحتاج إلى كلمات تبعث الروح في كوب القهوة، وعطراً يزهي لون ملابسنا ويؤنقنا.
ويجعل من وجنتانا ورداً أحمر..
نحتاج إلى أن تكون الحياة بإرادتنا لارغماً عنا ..
نحتاج إلى أن نضحك بعمق وننام براحة
نحتاج إلى أن نرى الدنيا من ثقوب أوسع ..
وهذا جميعه من فلذات أرواحنا..
نعم نحن لنا فلذات أرواح.. خرجوا من عروقنا وخلقوا موازيننا كما لو أنهم نحن ..
ثم إني أحتاج إلى قيمتي وثقل وقتي وكرامتي.
أحتاج إلى أن أكون بوزن يليق بي كل ذلك لن يكون إلا أن يضاء ولن يضاء إلا بك.
«عتم» كل شيء مر بي ومررت به كان يملؤه العتم إلى حين أن وضعت وجودك عليه.
كل شيء وقتما يلمسه صوتك يضيء، وعندما تضحك يضيء وعندما ترضيء يضيء ..
انظر ماذا أضأت في ممراتي ..!!
وجعلتني كما أحب ..
الكائنات والزمن والأماكن والناس والحجر حتى النجوم وألوان الطيف والشجر جميعها يضج بها العتم لولا لُطف الله تجلى بك وأنرتهم ..
ثم أنك أنرتني!!
فمسكت بي في الطريق الذي كان الجميع يستنير به إلا أنا، ودللتني وأوقظتني وزرعت النظر في عيني، ورتبتني وتماديت بي حتى أخذتني، فوضعتني في شعاع النور الذي لا ينتهي..
أخذت النجوم في يديك ووضعتها على السماء بملامحك حتى أنها بعدما أضاءت اتضحت الشيبتين في طرف لحيتك، ولمعة ابتسامتك وحسن لونك ..
وجلاء مكانتك...
ثم إني قد اعتدت الظلام رغم شوقي بأن أُضاء فما كان من الحظ الجميل إلا أن يتجمل بك.
نهار .... أرى الوقت كله معك شمسًا لا تغيب وظهيرة لا تنقضي، ووضوحًا ممتدًا إلى عمقي...
عبرت بك كل أبواب الأيام المعتمة فتحتها بكل اطمئنان وعشم..
مررت بك عرفتُ كيف عليه العمر أن يمر
حتى أنني أصبحت أبصر أفضل مما كنت عليه..
يرهقنا العالم ويساعدنا أحدهم فقط وقتما يكون المناسب الواضح والنظيف..
الذي لم تشوبه معمعات المصالح ولا مصايد الفكر الذي لم يكن إلا لك فقط دون سبب آخر.
تحسسوا قلوبكم بشغف وأطبقوا أعينكم عليها حتى تدركوا من هو الذي أضاءكم بأبسط ما قد يفعل ويقول من بدد الظلمة واستمر الشمس وكان النهار!!
من ذا الذي أحيا النور معه ومات «العتم».
** **
- شروق سعد العبدان