محمد بن عبدالله آل شملان
حين يطلق النشاط العلمي في وزارة التعليم رؤيته العلمية في وادي الدواسر بهذا الثراء الكبير الذي سنراه في مجموعة المبادرات التي ستتضمنها مشاريع طلاب الإدارات التعليمية بالمملكة في الأولمبياد الوطني للروبوت، فهذا يعني أن وزارة التعليم عازمة على ترسيخ ثقافة الابتكار والاختراع وتنشيط تطبيقات المفاهيم العلمية لتعزيز مهارات طلابها في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومنحهم فرصة التعرّف على تجارب ملهمة وقصص ناجحة من حول وطنه المملكة وإظهار قدراتهم الإبداعية في مجال تصميم وتطوير الروبوتات، كما ستتيح لهم الفرصة لخوض التحديات وإيجاد حلول لها تضمن تنافسيتها على المستوى العربي والعالمي.
الأمر الذي يعني أن طلاب التعليم مقبلون على نهضة علمية كبيرة، تقودها وزارة التعليم، التي جاءت هذه المبادرة عقب عشرة أيام فقط من إعلان استضافة وطننا نهاية شهر مارس القادم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تحت رعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وذلك لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين الجهات والشركات الفاعلة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي على الصعيدين المحلي والدولي.
اعتماد استضافة إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر من قبل وزارة التعليم وترتيبها لبحث مسارات وآليات عمل الأولمبياد، وتحديد متطلبات البدء الفوري في تنفيذ ما تضمنته الخطة، وما يستدعيه ذلك من تشكيل فرق عمل وتحديد مسارات أساسية للتحرك خلال سبعة الأيام المتبقية، نحو تحقيق الأهداف الكبيرة التي شملها الأولمبياد للروبوت وفق إطار زمني محدد، يؤكد رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد لمسيرة توظيف التكنولوجيا المستقبلية في دعم وبناء قدرات المواهب الشابة وتحفيز أصحاب العقول اللامعة والأفكار الاستثنائية لابتكار أفضل الحلول للتحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، ستشكِّل الإطار العام الذي ستنطلق منه فرق عمل وزارة التعليم في تنفيذ بنود رؤية ولي العهد العلمية الجديدة.
تحدي الصعوبات وتجاوز الأمنيات والإبهار بالحصول على النتائج والنجاح لا يتحقق بالأمنيات الجميلة، ولكن بالعمل الجاد والعزيمة الصادقة. هذا هو ما تعلمناه في مدرسة سمو ولي العهد، كما يقول -حفظه الله ورعاه-: «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله».
وهذا يجعلنا على ثقة تامة بأن ما طرحته وزارة التعليم لرؤية محمد بن سلمان العلمية الجديدة ستتحول من مشاريع، أسعدت طلابنا الموهوبين والمبدعين وتلامست مع أحلامهم وأمنياتهم، إلى واقع مشاهد خلال فترة زمنية وجيزة بمتابعة سموه. والدليل على هذا أن فِرَق إدارات التعليم في المملكة التي تم تشكيلها بدأت عملها على الفور في سباق مع الزمن لتحقيق هذه الرؤية عبر هذا الأولمبياد.
هذا هو نهج وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) الذي أرساه حكامه الأوائل، والذي يعمل سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على تثبيته وجعله أسلوب وطن يسعى للوصول بقدرات مواطنيه إلى أقوى درجات كفاءة الأداء وإبداع الفكر واتساع الأفق بما يعينه على ابتكار حلول ومبادرات ومشاريع تسهم في تلبية متطلبات التنمية، وليحجز وطننا بعقول وسواعد أبنائه وبناته موقعاً متقدماً في مصاف الدول المسؤولة عن صناعة مستقبل العالم.
هذا الاهتمام الممتد لوزارة التعليم، يجعلنا واثقين من أننا مقبلون على نهضة علمية جديدة تقوم على خصوصية البداية، وتستمد دوام استمراريتها من شمولية رؤية سمو ولي العهد.