هالة الناصر
تتسارع خطى دول العالم نحو المستقبل باستخدام مختلف التقنيات في المجالات المختلفة، وبالتأكيد يعد التعليم الوسيلة الأهم في عملية التطوير، لذلك تجئ تحولاته مواكبة للتقدم التقني العالمي، إِذ بدأت الكثير من الدول في اعتماد «التعليم الإلكتروني»، الذي يعد وسيلة من الوسائل التي تسهم في تحويل عملية التعليم من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، عبر أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها، ولأن النقلة السريعة في مجال التقنية أدت إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، ما يزيد ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي؛ اهتمت المملكة بهذا الجانب، وأسست الجامعة الإلكترونية، التي توقع مديرها المكلف الدكتور إبراهيم المعيقل في آخر حديث صحفي له، أن السنوات المقبلة يتوقع أن تشهد تقدمًا أكبر في مجال التعليم الإلكتروني وبالتالي يكون الطريقة الرائجة في أكثر من 25 في المائة من الجامعات على مستوى العالم، وعلى الرغم من تجربة التعليم الإلكتروني بدأت في اليابان منذ عام 1994 بمشروع شبكة تلفازية تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال (الكيبل) كخطوة أولى للتعليم عن بعد، تسرع المملكة الآن الخطى بشكل أكبر لتلحق بركب من سبقوها وبالتالي تستفيد الأجيال القادمة من التجربة التي يتابع فيها المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه، ووفقًا لما لديه من خبرات ومهارات سابقة، ويعد التعليم الإلكتروني أحد الأنماط المتطورة لما يسمى التعلم عن بعد، والتعليم المعتمد على الحاسوب خاصة. ويعتمد أساسًا على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات، ففي دراسة علمية أجريت عام 1993 تبين أن 98 في المائة من مدارس التعليم الابتدائي والثانوي في الولايات المتحدة، لديها جهاز حاسب آلي لكل 9 طلاب، وفي الوقت الحاضر فإن الحاسوب متوافر في جميع المدارس الأمريكية بنسبة 100 في المائة، فيما تعد تقنية المعلومات لدى صانعي القرار في الإدارة الأمريكية من أهم ست قضايا في التعليم، ويبدو أن العالم الآن يتجه بكلياته للتعليم الإلكتروني الذي تضم تطبيقاته التعلم عبر الويب وتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية والتعاون الرقمي. ويتم تقديم محتوى الدروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو وعبر الأقراص المدمجة، للتسهيل على طلاب التعليم عن بعد، ونقل الراسة من قاعات الدراسة إلى الأجهزة التقنية الحديثة في عالم يسابق الزمن ويتجاوز المكان.