د. عبدالرحمن الشلاش
عندما أكتب في بعض مقالاتي عن شجون وهموم الرياضة، وبالتحديد عن الإعلام الرياضي بكافة وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية عبر وسائل الإعلام التقليدية أو الإعلام الجديد فإنما يأتي من قناعتي الراسخة بتأثير هذا الإعلام بوجه خاص على فئة الشباب المراهقين.
لا يهمني من يفوز من الفرق ولا من يخسر وذلك لإيماني العميق بأن المستفيد من هذه البطولات كل قريب من النادي من إداريين وأجهزة فنية ولاعبين، أما الجمهور فنصيبه من فوز فريقه الفرح المؤقت والتفاخر أمام جماهير الأندية الأخرى بانتصارات فريقه حتى أني وجدت من خلال بحث مستمر في بعض الحسابات وعبر بعض التغريدات كيف أن بعض الجماهير العاشقة تتكبد عناء الترحال خلف فرقها من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى دولة تصرف الأموال الطائلة ومردودها في النهاية الفرح أو الحزن لا أكثر ولا أقل.
كل هذه السلوكيات ستكون مقبولة لدينا لأن الميول في النهاية خيار شخصي من حق أيّ شخص أن يميل للفريق الذي يعجبه بل ومن أبسط حقوقه أن يتابع معشوقه في أيّ مكان، فالجماهير في أيّ مكان هم ملح المنافسات الرياضية، وبدون تلك الجماهير الحاشدة المصطفة على جنبات الملاعب لن يكون للمباريات الرياضية طعم، ولن يكون بمقدور الأندية أن تسير أمورها خاصة وأنها تعتمد بصورة كبيرة على دخل المباريات في ظل محدودية تبرعات المحبين والعاشقين من أعضاء شرف وجماهير.
غير المقبول أن يحول الإعلام الرياضي المتعصب وبصورة أكبر الإعلام الفضائي الساحة الرياضية إلى ميدان للصراعات وتبادل الاتهامات والسخرية بدلاًَ من القيام بدوره المنتظر في التوجيه السليم، والنقد الموضوعي بتوضيح أمور غائبة عن الجماهير، لماذا فاز هذا الفريق، ولماذا خسر الفريق الآخر؟.. بعيداً عن الغوص في نوايا المسؤولين والحكام، وتحويل أسباب خسارة فريق لأسباب غير منطقية وغير مقبولة والتهكم والسخرية. أين هذا الإعلام عن المساهمة في تطوير الرياضة والتنويه بطرق التشجيع الصحيحة، وتشجيع المبادرات الإيجابية؟.
لكن فاقد الشيء لا يعطيه! يكفي أن تعرف عقلية من يدير هذا الإعلام ومن يستضيفهم من ذوي التفكير المتدني. هذا الإعلام أصبح المستفيد الأكبر بما يطرح من تعصب ممقوت أثر على فئة الشباب!.. مؤلم أن تشاهد منازعات بين شبابنا بسبب هذا الإعلام وما يطرحه متعصبون استفادوا أموالاً وشهرة ولم يقدموا لنا إلا الضار بشبابنا. خوفاً على شبابنا وخطورة هذا الإعلام عليهم نكتب كي لا تتحول الأمور إلى الأسوأ.. فهل نشاهد إجراءات رادعة توقف هذا العبث وتعيد الإعلام الرياضي لمساره الصحيح؛ وبالذات الإعلام الفضائي الذي تحوّل إلى مأوى ومثوى لكل عاطل وخامل وفاشل بعد أن فتحت أبواب تلك القنوات لمتعصبين لا ينظر كل واحد فيهم إلى أبعد من أرنبة أنفه أو أقرب؟.