سهوب بغدادي
فيما قمت بترجمة المثل الإنجليزي بشكل حرفي، ويعني أن السماء تمطر بغزارة. إلا أنني فضَّلت استخدام المثل ضمن نطاق مختلف يعود إلى ظاهرة دهس القطط والكلاب في المملكة، وأخص بذلك مدينة الرياض نظراً لمروري بحالة دهس أو اثنتين خلال الأسبوع. هل من الممكن أن تمطر السماء قططًا وكلابًا؟ لا أعلم حقيقة, بالنسبة لعدد الحيوانات الموجود على الطرقات السريعة والمزدحمة, على سبيل المثال وليس الحصر رأيت قطة متناهية الصغر في طريق خريص بالرياض! من أين أتت تلك الصغيرة؟ هل نجحت أمها بحملها إلى الجزيرة في المنتصف؟ أو أن هنالك من تخلَّى عنها في هذا الطريق المؤدي إلى قدرها المحتوم؟ أم نزلت من السماء؟ أسئلة كثيرة أطرحها وغيري يقوم بذلك بالتأكيد. ويعتصر قلبي ألماً منذ الصباح الباكر عندما أمر بطريق خريص ذهاباً إلى عملي ثم يكسر قلبي إياباً في ذات اليوم. لماذا أبدأ يومي بمشهد أشلاء متفرِّقة على الطرقات. أعلم أن الحل لن يكون جذريًا فيما بتعلَّق بالحيوانات الضالة في جميع أنحاء العالم، إلا أن هنالك جهات تسعى جاهدة للحد من هذه الظاهرة بالإضافة إلى غيرها من حقوق وحماية الحيوان. في هذا النسق، أكبر دور وزارة البيئة خلال السنتين الماضيتين وتعاونها مع جمعية رفق للحيوان، كما أتمنى من الوزارة تفعيل ثقافة الملاجئ لإيواء الحيوانات الضالة، علماً بأن مدينة الرياض كان بها ملجآن للحيوانات «أوبن باوز» والآخر «رياض شلتر»، أما الأول فلم يعد يعمل نظراً لعودة صاحبة المبادرة إلى وطنها، أما الأخير فيعمل جاهداً ويجاهد في سبيل إنقاذ أكبر عدد من الحيوانات الضالة والمتخلَّى عنها وما إلى ذلك على نطاق مدينة الرياض. لنتصوَّر أن الوزارة عنيت وشجعت هذه المبادرة ومثيلاتها بأقل الموارد إن كان دعمها معنويًا كونها جهة رسمية وغطاء يظل أعمالهم الإنسانية وتوجيه أنشطتهم ضمن لوائح عمل الوزارة بما يتوافق مع مصالح الفرد والمجتمع كافة! إن ملف حقوق وحماية الحيوان حديث الأمد ولكن يجب أن نكون في مصاف الدول التي تعنى به نظراً لتعاليم ديننا الإسلامي السمح الذي يقتضي العطف والإحسان والرأفة والرفق بالأرواح الصامتة.
(لا تحقرن من المعروف شيئاً)، وإن كان ذلك إنقاذك روحاً مستضعفة على الطريق، لنكن صوتهم.