الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت رسالة علمية الوزارات والهيئات الإسلامية في الداخل بتبني برنامج عملي لنشر قيم الإسلام بين عموم أفراد المجتمع، وبيان أصالتها وعراقتها في سلم القيم الإنسانية، وتعزيز الرقابة الأخلاقية في الفرد المتلقي، وتبني الهيئات الإسلامية في الخارج كرابطة العالم الإسلامي خطابًا أخلاقيًا إسلاميًا ذا أفق إنساني للتبشير بسماحة الإسلام من خلال برامج علمية وعملية، خصوصًا في المجتمعات الغربية.
وأوصت الرسالة العلمية المعنونة بـ»مشكلة انفصال الأخلاق عن الدين في الحضارة الغربية.. دراسة نقدية في ضوء الإسلام»، والتي حصلت «الجزيرة» على نسخة منها، والمقدمة من عبدالرحمن بن خالد الخنيفر، الدارس بقسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أوصت بإنشاء كراسٍ بحثية لتعميق الدراسات العلمية في مجالات أخلاقية عدة، من بينها: دراسات فلسفة الأخلاق العربية ومضامينها الإنسانية، دراسات فلسفة الأخلاق الإسلامية مقارنة بالأديان الأخرى، دراسة المشترك الأخلاقي الإنساني والإسهام في المشاركة برؤية الإسلام في «الأخلاق العالمية»، وإقامة حلقات النقاش البحثية في ذلك، والندوات والمؤتمرات، وطباعة الأبحاث ذات الصلة، والاستكتاب لدائرة معارف علمية للأخلاقيات العربية والإسلامية، وإنشاء مسار علمي لتدريس مادة فلسفة الأخلاق في أقسام الثقافة والدراسات والدعوة الإسلامية، لمعرفة تاريخ فلسفة الأخلاق وموضوعها في السياق الحضاري العربي والغربي، ونقدها في ضوء رؤى إسلامية، وتطوير الخطاب الإسلامي ليواكب روح العصر الأخلاقية.
وطالبت بإدراج موضوعات الأخلاق كجزء من مجالات الحوار الحضاري بمراكز حوار الحضارات في الخارج كمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والداخل كمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واستحداث جائزة عليا عالمية باسم (جائزة الملك عبدالعزيز للأخلاق العربية الأصيلة) لمنحها للأبحاث العلمية المرموقة بكل اللغات في حقل الأخلاقيات العربية والإسلامية، وكذا في جائزة الملك فيصل في حقل جديد الدراسات الأخلاقية الإسلامية، واستحداث جائزتين عالميتين في حقلي القيم الإنسانية والأخلاق المهنية، تحت مسمى: جائزة الملك سلمان لتوثيق القيم الإنسانية، وجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لتشريعات الأخلاق المهنية، إسهامًا من المملكة لتعميق قيم الحداثة العادلة، وسعيًا نحو بيئة عمل أخلاقية توازن بين مطالب الربح العادل والكرامة الإنسانية.
وشددت الدراسة العلمية على تفعيل برامج الأخلاق والقيم في المؤسسات الأهلية الخيرية في الداخل السعودي، كمركز الملك سلمان للشباب، ومؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك الخيرية)، وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع فئة الشباب وتقديم الخطاب الأخلاقي بصورة مبسطة وعصرية، وإقامة مركز بحثي للدراسات والأبحاث والتشريعات الأخلاقية، يعمل على إنتاج دوائر معارف فلسفية وحضارية حول القيم الأخلاقية في الحضارة العربية الإسلامية، وتسعى لابتكار تشريعات أخلاقية حديثة مستمدة من إرثنا الحضاري، والمساهمة في برنامج رؤية المملكة 2030 باستحداث برامج عملية تتواءم مع طموح الرؤية في جعل المملكة العربية السعودية ملتقى للحضارات والقارات.
وأوصت بإنشاء قسم خاص في المكتبات الوطنية والجامعية، وقواعد المعلومات عن التراث الأخلاقي العربي والإسلامي والغربي بكل اللغات وإعداد كشاف ببليوغرافي لها تسهيلاً للباحثين والمختصين والمهتمين بالشأن الأخلاقي، وأن تتبني وزارة الثقافة السعودية نشر خطاب المملكة العربية السعودية الأخلاقي المرتكز على تعاليم الإسلام ومروءة العرب، كون المملكة مهد الإسلام وأرض العروبة.
كما أظهرت الرسالة العلمية نتائج أسباب انفصال الأخلاق عن الدين في الحضارة الغربية، وخرجت بتوصيات أخرى علمية مهمة في حقل الدراسات الغربية، وفي حقل الدراسات العربية الإسلامية.