عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لا أخفيكم سرا أنني كنت متخوفا عندما غادرت الإدارة السابقة لنادي النصر، وقررت عدم الاستمرار نظراً لما حققته من إنجازات غير مسبوقة وفي وقت قياسي من تواجدها، فإعادة العالمي بطلاً استثنائياً لأقوى بطولة دوري عرفها الوطن على مدى تاريخه وتحقيق كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ولم يتوقف عند هذا الأمر وإنما من خلال تسجيل تميز ونادر أن يحدث في التعاقدات سواء الاستثمارية أو الفنية فرغم الخطأ الأول عندما تعاقدت مع المدرب السابق كارينيو قبل أن تصحح خطأها وتحضر المدرب المميز الداهية فيتوريا الذي يعتبر الأميز والأفضل حتى يومنا هذا ناهيك عن التعاقد مع أفضل ثمانية لاعبين محترفين على مستوى فني واحترافي، أما على الصعيد الاسثماري فأتصور لن يكون عقد طيران اتحاد الإماراتي أمراً سهلاً أو قليلاً الذي يعتبر الراعي الرسمي للعالمي غير العقود الاستثمارية الأخرى، والتنظيم الإداري والعمل الاحترافي والذي يصنف بأنه من أعلى المستويات ورغم ذلك غادرت والكل كان لا يتمنى ذلك خاصة محبي العالمي وجمهوره ولكن كانت رغبة الرئيس وإدارته ولا شك أنها رغبة تحترم ويشكرون على ما قدموه والتاريخ سيسجل لهم هذا الإنجاز العظيم الذي حمل ولأول مرة اسما غاليا علينا جميعا، ولكن ماذا بعد استقالة الإدارة، حيث أصبح الأمر للبيت النصراوي غير مطمئن وشهد صراعات وترشيحات من كل صوب وحالة من الشد والجذب وتأجيل وطرح عدة أسماء في حالة غير مسبوقة من تأجيلات وتحولات وانسحابات، ولكن ماذا بعد فقد حضرت المفاجأة بترشح إدارة غامضة وغير معروفة بأسمائها وأعضائها مع كامل الاحترام لهم باستثناء المشرف العام على فريق كرة القدم عبدالرحمن الحلافي الذي نعرفه على المستوى التجاري والاستثماري ورغم ذلك وبعد تزكية الإدارة وأعضائها كان الجميع متخوفا من التغيير الكبير في المنظومة الإدارية واستلام الإدارة الحالية من الإدارة السابقة بكل تميزها إلا أن أبناء العالمي ومحبيه لم يخيبوا جماهيرهم ومحبيهم وأثبتوا أن من يأتي لا يقل مكانه ومقدرة ممن غادر فقد واصلت الإدارة الحالية الجديدة نفس التميز والإعجاب رغم قصر مدتها وعدد أشهرها البسيطة وبالرغم لما تعرضت له من نقد واستعجال بالحكم على أدائها وتعاطيها مع الأحداث وغموض سياستها، ولكن كله كان نقدا محبا، وأنا أولهم إلا أنهم عملوا بصمت ورتبوا أمورهم بعيدا عن الإعلام والضجيج وهيأوا أجواء النجاح وواصلو العل على مختلف الأصعدة حتى وصلوا إلى درجة التميز، واليوم الفريق البطل للموسم الماضي متصدر بمشاركة الهلال وبمستوى عالي الأداء ومنافس شرس على كافة البطولات شاهد استقرارا فنيا مميزا والأهم من ذلك عدم وجود مطالبات أو منغصات من جهات داخلية أوخارجية، لقد كان الصمت المصاحب للعمل والغموض المخيم داخل أسوار النادي مقلقا لكل محب للنصر وعاشق للكيان، ولكن اتضح أنه بالفعل الصمت حكمة، والعمل يحتاج إلى هدوء أكثر وتركيز، وهذا ما تميزت به إدارة النصر الحالية التي أعتبرها شخصيا ناجحة ومتميزة حتى الآن إن لم تكن الأولى من بين كل الأندية فعلاجها للازمات مميز وابتعادها عن المنابر الإعلامية مبهر حتى كسبت تقدير واحترام الجميع، والتوفيق بيد الله سبحانه وتحقيق البطولات ممكن ومتوقع، لما يملكه الفريق من عناصر مميزة وكبيرة وخلفها إدارة متمكنة وفاهمة وهادئة جدا الى درجة الإعجاب والاحترام على حدٍ سواء.
نقاط للتأمل
- لا أبالغ إذا قلت إنه ولأول مرة يلعب الديربي السعودي بين النصر والهلال دون إثارة وتصريحات بل شهد الديربي الأخير هدوءا غير مسبوق من كلتا الإدارتين والحقيقة إنها جميعاً جديرة بالاحترام، فإدارة النصر وإدارة الهلال يقودهما شباب واع وراق ولا أملك الا أن أقول الله يذكر أيام الثمامة بخير.
- كنت أتمنى من الاتحاديين وخاصة إدارة النادي التركيز على الفريق بمسيرته العربية والمحلية خاصة بعد إحضار مدرب جديد ومتمكن وحل جميع المشاكل بعيدا عن الاحتجاجات والمطالبات والاستفادة من تجارب الآخرين، فالفشل في إثبات الوجود وحصد النقاط في الملعب لا يمكن تعويضه من خلال الاحتجاجات والعيش على الأمل فمن لا يأكل بيده لن تشبعه أيدي الآخرين، وهذا ما يجب أن يدركه الاتحاديون وكل من يفكر في هذا النهج الذي أصبح من الماضي فالأندية لا تزج بلاعبيها الا بعد الموافقات الرسمية واعتمادها من اللجان المتخصصة وكل احتجاج وأنتم بخير.
- السوبر يجيب السوبر هذا ما يمكن أن يقال بعد أن أعلن الاتحاد السعودي استضافته للسوبر الاسباني واستضافته في الشهر الأول من السنة 2020 وتحديدا من 8 الى 12-1 -2020 ليعلن بعدها أن السوبر السعودي بين النصر والتعاون في يوم 4-1-2020 اي قبله أربعة أيام فقط، وفي نفس الملعب وفي نفس المدينة والتي تم اختيار عروس البحر الأحمر مدينة جدة لجميع مباريات السوبر، ولكن السؤال لماذا لم يكن في الرياض أو بريدة مقر الفريقين.
خاتمة
هنيئا: لمن يحرص ألا يظلم أحداً ولا يغتاب أحداً ولا يجرح أحداً ولا يرى نفسه فوق أحد.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.