المدينة المنورة - واس:
يعد وادي العقيق من أشهر أودية المدينة المنورة وربما أودية الحجاز وجزءًا أصيلاً من تاريخ وحاضر المكان، حيث ورد ذكره في الكثير من الكتب التاريخية والجغرافية التي رصدت الجوانب الثقافية والاجتماعية لطيبة الطيبة قديمًا. وتعد منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من 100 كيلو متر جنوب نقطة تجمع مياه وادي العقيق الذي يسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير ويسمى هذا الجزء منه «العقيق الأقصى» ثم يسير غربي جبل عير ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقًا حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة «زغابة» ويسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر.
وتدل الكتابات التاريخية على أن وادي العقيق كان في بعض العصور أشبه بنهر دائم الجريان لذلك قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور. وعن الاهتمام في تهذيب وتطوير وادي العقيق لتحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية وتعزيز مفهوم الكفاءة البيئة في المشروعات التنموية قامت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بالعمل لتطوير ضفاف الوادي والمناطق الواقعة في نطاقه الإقليمي، وتخصيص عدد من المواقع لتكون متنفسًا في قلب المدينة المنورة تخدم الأهالي وزوار المنطقة.
يذكر أن «العقيق» يطلق على عدة أودية في الجزيرة العربية بيد أن أشهرها عقيق المدينة المنورة وكلمة العقيق مشتقة من العق وهو الشقّ وربما يكون قد سمي بهذا الاسم وكذلك الأودية المسماة به لأنه في الأصل سيل يشق الأرض ويجري في مجراه.