د. خيرية السقاف
للسماء حين تُغيِّم تأثير عميق في نفس الإنسان
بكل لواعجها، ومشاعرها، وأحاسيسها مجتمعة في بهجة، وانجذاب، وتأمل،
يُخرج ما في مكنونه من آهة طروب، ودمعة تلوب، ومشاعر تزدحم في الكمون،
وكلمة تتشكل بالمكنون، حالة زاخرة بسقيا المطر المنتَظر..
وحين تنقشع غيومها دون مطر فصفاء يزيدها بهجة،
يمرر ممحاته كفا ندية، رطبة، معطرة على هذه النفس فتزهو،
وللحياة تنطلق خفيفة من الأعباء، نشيطة للعطاء، وفيةً لمنحة فضاء هذه السماء..
وحين تتكتل سحابات مطيرة، ترافقها بروق لامعة، ورعودٌ واعدة،
وتفسح المزون بمائها، يسَّاقط عليه زخاً، وغدقاً، ووابلاً، أو رشات عذبة، مع نسائم رطبة،
تتسع للإنسان الفضاءات بسعة ما يرى، بعمق ما يشعر، بكل ما يحسَّ..
لوحةً أكثر إدهاشاً له، وأكثر إثارة لشغف طفولته،
فيقفز ببراءة، ويفرح بصفاء، ويغتسل برجاء،
يأمل التطهير، يرمي الهموم، يدلق الدموع، يخلو بدعاء،
ويلتحم بنسيج الأرض..
السماء في لحظتها الباذخة الفاتنة هذه نبوءة
يلتهم الإنسان فيها كل الذي خُفي عنه، لكنه به ينبض، وعنه يعبر!!..