محمد المنيف
سؤال تطول إجابته وتتعدد الآراء فيها وتختلف فيه مواصفات الناقد ليس في محيطنا وإنما على المستوى العالمي وصولا إلى العربي والمحلي. خصوصا أننا نعد في آخر قائمة تفعيل النقد ليتم بهم تنظيم مسار الفن التشكيلي الذي يعيش حاليا بعثرة وضياع (طاسه) ومع ما وضع من معايير النقد إلا أنه تتغير من بيئة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر فليس النقد الذي مورس في الستينات وما بعدها أو قبلها ينطبق على زمننا الحالي الذي انفرط فيه عقد الفنون نحو الحداثة بتطرف سيجد النقاد صعوبة في إعادة توازنها تجاوزت تلك الحداثة اللوحة الأكاديمية والأساليب المعروفة إلى فضاء لا حدود له يعتمد كثيره على الفكرة أكثر من الشكل تم بهذا التطرف إلى عرض الروث الآدمي بعد مبولة دوشامب (أجلكم الله) الذي قلب بها الموازين وأثار التهكم ما حطم القيم الفنية تماما.
ويمكن أن نعرج على بعض ما تردد وتناقلته الأقلام كل حسب قربه من هذا الفعل أو النهج الأدبي الأصل وما يمكن أن يدخل ضمن المعايير النقد أن يمتلك الناقد الإحساس المرهف عند الفنان - والعدالة في الحكم وأن يكون متابعا لمن سيقوم بنقد أعماله بالاطلاع على مراحل تطور مساره واكتشاف مكامن الهبوط والصعود في الرسم البياني لتلك المسيرة عبر نماذج من تلك المراحل.. وأن يكون مقداما في قول رأيه لتصويب ما يراه معوج والدفع بما يمكن الفنان من معرفة خطواته القادمة خصوصا جيل المواهب والشباب.
لقد واجه النقاد في العالم في المجالات الفنية اعتراضات بعدم القبول واتهامات نتيجة ملامسة النقاد لأعمال الفنانين ومنهم الانطباعيون بأنهم تجاهلوا القيم التي تجتمع فنيا وأدبيا مما دفع الفنانين باتهام النقاد أن ما يكتب لا يتجاوز المشاعر والانفعالات لدى الناقد، ووصل هذا الموقف على النقد في العالم العربي حيث واجه النقاد كثيرا من المصادمات والتقليل من دورهم وأنهم محاربون للإبداع ومقيدون له.
واليوم وفي هذه المرحلة من الحراك التشكيلي الذي امتزج بالتكنلوجيا وسرعة التبدل والتغير واستحداث السبل وطرق التنفيذ أعتقد أن النقد يحتاج إلى مراجعة ووضع معايير تتفق مع هذه الموجة التي تزداد ارتفاعا، لنطرح السؤال (من هم النقاد في محيطنا العربي والمحلي المتوافقون مع هذه المرحلة؟).