«الجزيرة» - عبدالله الهاجري / تصوير - فواز السنيد:
لم تكن الساعات الست لـ«موسم الرياض» مساء أمس الأول الثلاثاء، بالأمر الاعتيادي، وفيما يشهد الموسم حركة دؤوبة وإقبالاً كبيراً من الزوار والذين وصلوا لأكثر من 6.5 مليون زائر، مستمتعين بفعاليات هي الأضخم من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وتُقام على 12 منطقة رئيسية وفرعية بالعاصمة، كانت واجهة الرياض منطقة شاهدة على تكريم رمز ثقافي وفني امتد عطاؤه لأكثر من نصف قرن، خدم فيها الشعر والثقافة والفن.
كانت ليلة الثلاثاء من ألف ليلة وليلة، وذلك حين قامت الهيئة العامة للترفيه بمبادرة من معالي رئيس مجلس إدارتها تركي آل الشيخ بإقامة حفل تركي «باذخ» للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن «البدر»، وذلك في احتفالية تليق بالمحتفى به وسط حضور نوعي اكتظت بهم قاعة مسرح جامعة الأميرة نورة، والذي أطلق عليه اسم « قاعة البدر»، وذلك بعد أن صعد رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه لتكريم المحتفى به، مقدماً له هدية من الذهب الخالص عبارة عن مجسم لسموه، ولم يعلق آل الشيخ كثيراً على سيرة ومسيرة الشاعر وقال في كلمة موجزة «البدر وكفى».
كانت في ليلة الثلاثاء منتصف شهر ربيع الأول من عام 1441هـ، بدر مكتمل في السماء واضح الرؤية، فيما كان الأمير بدر بن عبدالمحسن - كعادته- ومنذ نصف قرن مكتمل الحضور، وكانت ليلته عبارة عن سرد تاريخي واستذكار للماضي وقصائد من أروع ما كتب وأعمال غنائية من أجمل ما تغنى قدمها مجموعة من الفنانين، كان هناك حضور للراحل طلال مداح - رحمه الله - بطريقة تقنية الهولوغرام، وعُرضت أغنية جديدة لفنان العرب محمد عبده من كلمات البدر وألحان الدكتور عبدالرب إدريس.
وفيما كان الفنانون المشاركون في تكريمه، يتغنون بكلماته، كان البدر متكئاً على كرسيه في جزء من خشبة المسرح يتأمل مسيرة الخمسون عاماً، وكنا نحن نتابع بفخر هذا العطاء والمحبة والحداثة في قصائده، كان يسرد قصة أغنية «فوق هام السحب» وكيف كانت محبوسة الأدراج لمدة ثلاث سنين، قبل أن يظهرها فنان العرب محمد عبده، لتكون الأغنية الوطنية الأولى لدى السعوديين، وذلك حين ظهرت في الوقت الصح والأداء الصح واللحن الصح.
بدأت الحفلة التكريمية بدخول البدر وألقى عدداً من قصائده مثل «ما أرق الرياض» و»السهر»، كاشفاً عن «عشقه» الكبير لقصيدة «مجنونها» التي غناها فنان العرب محمد عبده، ثم قدم راشد الماجد وراشد الفارس وأصيل أبو بكر، ميدلي غنائي بعدد من قصائد البدر.
بعد ذلك أدار الزميل بتال القوس جلسة حوارية مع الأمير بدر بن عبدالمحسن، تخللها العديد من القصص والحكايات عن مسيرة البدر، شاركهم فنان العرب محمد عبده والذي حكى الكثير من المواقف والتعاون الأول بينهما من خلال عمل «مركب الهند»، فيما قدم فنان العرب عدداً من الأعمال منفرداً على عوده والتي جمعته مع البدر، وقال محمد عبده، حين التقينا لأول مرة سألته: متى نتعاون، فرد: إذا لم تسأل هذا السؤال، كنت أنا سأسألك».
أما الفنان عبادي الجوهر الذي غنى أكثر من 22 قصيدة للأمير بدر، أشهرها «المزهرية» و»المرايا»، قال خلال حفل التكريم: «الأمير بدر عبدالمحسن شاعر وإنسان جمعتني به علاقة طويلة، كلماته سطرت أغاني خالدة، مازال الجمهور يتغنى بها. وأنا فخور كوني أحد الفنانين الذين حظوا بهذه العلاقة والتعاون».
لتبدأ بعد ذلك وصلات الفنانين المشاركين، راشد الماجد وعبادي الجوهر وراشد الفارس «على الوسادة» والدكتور عبدالرب إدريس وطلال سلامة «زمان الصمت» وأصيل أبو بكر «قالوا سألتي»، ونوال الكويتية «سرى ليلي» و»آه يا بعدك».
وشهد الحفل ظهور الفنان الراحل طلال مداح - رحمه الله-، ليختتم الحفل فنان العرب محمد عبده بمجموعة من الأعمال المشتركة مع الشاعر البدر، مثل «صوتك يناديني» و«جمرة غضى» و«حدثينا».