ماذا ستواجه الكتيبة الزرقاء في إياب نهائي دوري أبطال آسيا أمام خصم النهائيات القديم الجديد (أوراوا)؟!، حتمًا سيواجه الهلاليون حشدًا جماهيريًا يابانيًا مناصرًا للكتيبة الحمراء اليابانية، ومن المؤكد أن تمتلئ المدرجات بجماهير ذات نوعٍ خاص عُرف عنها الوقوف والمؤازرة طوال المباراة سواءً بالصوت أو التصفيق أو التلويح بشعارات فريقها بعد أن أكَّد موقع النادي الياباني أن هناك بالفعل حشدًا جماهيريًا كبيرًا يتهيأ للزحف نحو مدرجٍ يتسع إلى 63.700 ألف متفرج.
وحينما نأتي إلى الجانب الأهم وهو الفريق نفسه (أوراوا)، حتمًا سيواجه ممثل الوطن خصمًا عنيدًا يشتد شراسة وعندًا في أرضه ووسط صخب جمهوره الذي لا يهدأ ومشواره في البطولة وازاحته لخصومه بسلاح (سايتاما) أكبر دليل على ذلك، إضافة إلى أنه يتعامل بذكاء في أرض الخصم إما الفوز أو الخروج من المباراة بأقل الأضرار كما شاهدناه في موقعة ذهاب نهائي الرياض قبل أيام، معتمدًا في ذلك على انضباط دفاعي في غاية الصعوبة والدقة والإحكام.
سلاح الهلال في اليابان
الانضباط النفسي والمعنوي وحضور ذهني في كل دقيقة من دقائق المباراة، فالهلال على مستوى العناصر لا يُعاني قصورًا في القيمة الفنية، بل العكس فهو يتملك أبرز نجوم القارة الصفراء سواءً على صعيد الأجانب أو المحليين، ولكن نجد في بعض مراحل الحسم خذلان جرّاء فقد التركيز، ولنكون منصفين فقد شاهدنا فريقًا أزرق في ذهاب الرياض تم إعداده معنويًا بشكل مميز وتحضيرًا نفسيًا لافتًا.
* الانضباط التكتيكي في الخطوط الخلفية وتسخير كافة مراكز الفريق وخطوطه لدعم الجانب الدفاعي أولاً وعدم إتاحة الفرصة للفريق الخصم بالوصول السهل لمرمى المعيوف، فـ(أوراوا) المتحفظ الذي شاهدناه في الرياض سيختلف كليًا في ملعبه وأعني بذلك الناحية الهجومية من خلال عرضيات تميز بها أو تسديدات استطاع الحسم من خلالها، فكما أننا نطالب اللاعبين بالحضور الذهني والقتالية، فالمدرب أيضًا مطالب بالتنظيم والتوظيف الأفضل خصوصًا في الساتر والأطراف الدفاعية.
قبل الختام
انتصارك في الذهاب لا يعني ضرورة اندفاعك وانتصارك مرة أخرى في الإياب..
ففي نهائيات الذهاب والإياب (الذكاء والفطنة) تلعب دورًا يوازي الدور الفني.
** **
- عبدالكريم الحمد