«الجزيرة» - المدينة المنورة:
قررت اللجنة العلمية المشرفة على «جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية» والمؤلفة من:
- أ. د. سعد بن عبدالعزيز الراشد- رئيساً.
- أ. د. عبدالله بن عبدالرحمن العسيلان، رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة - عضواً.
- د. عبدالعزيز بن محمد السبيل - عضواً.
- أ. د. حمزة بن قبلان المزيني - عضواً.
- أ. د. أحمد بن عمر الزيلعي - عضواً.
- إياد أمين مدني، أمين عام الجائزة - عضواً.
اختيار الموضوعين التاليين ليكونا موضوع الجائزة في دورتها القادمة (الثامنة 2020م -2021م) إن شاء الله، وهي الدورة الثامنة، وطلبت اللجنة من الباحث والباحثة اختيار أيّ منهما.
* الموضوع الأول
(الدراسات الوثائقية للأملاك في المدينة المنورة خلال الفترة من القرن التاسع إلى بداية القرن الرابع عشر هجري، الموافق بداية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن العشرين للميلاد).
للوثائق الخطية للأملاك أهمية قصوى في معرفة الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلدات والمدن؛ فمضامين تلك الوثائق تشمل نواحي ثقافية، ومواعظ، وأحكاماً، وأعرافاً؛ وتُعرف بأسماء الحكام والقضاة، والأعيان، ورؤساء القبائل، والأفراد، وأنسابهم، وحرفهم وصناعاتهم؛ كما تبين أساليب المعاملات التجارية من بيع وشراء، ومغارسات، ومساقات مزارعه، ومداينات؛ وتحدد الأملاك العامة والخاصة، ومواصفاتها وحدودها كما تتضمن وصايا، وزكاوات، وصدقات، ومواريث، وعقود متنوعة مبنية على الأحكام الشرعية والأعراف.
وتعد الفترة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر للهجرة (من بداية القرن الخامس عشر وحتى بداية القرن العشرين للميلاد)، وما كتبه الرحالة المسلمون، أو الغربيون أو حتى المؤرخين المحليين عنها، من الفترات التي لم تتحدث عنها المصادر التاريخية أو تتبع الوثائق المخطوطة بما يثري المعرفة عنها.
لذا فإن الوثائق التي احتفظ بها الأفراد وتوارثوها جيلاً بعد جيل والتي لا زالت في حوزة بعضهم، أو ما احتفظت به المحاكم الشرعية، أو ما دخل في مقتنيات دور الكتب والمحفوظات، تعد مصدراً هاماً للبحث والاستزادة، وإلقاء الضوء من خلالها على الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وحتى الدينية والسياسية في تلك الفترة.
كما تشكل وثائق تلك الفترة، والتي تظل في حاجة إلى الدرس والتمحيص، مادة ثرية لإعمال أدوات البحث والتحليل لرصد وإبراز وإظهار وإلقاء الضوء على أيّ تطور تاريخي، أو حراك اجتماعي، أو قناعة قانونية، أو أوضاع اقتصادية وثقافية، وحتى دينية وسياسية، وأثر ذلك وأبعاده ومراميه ومعانيه.
ونظراً للأهمية الكبرى للمدينة المنورة في التاريخ الإسلامي، فإن ما يحدث فيها ويستقر فيها من رأي وتنظيم له دلالة وتأثير على المجتمعات الإسلامية كافة.
لذا فقد رأت اللجنة العلمية لجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية طرح هذا الموضوع بوصفه أحد موضوعي الترشيح لنيل الجائزة في دورتها الثامنة.
* الموضوع الثاني
(الدراسات المتخصصة في الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والاجتماعية لشخصية أو لشخصيات أو لتيارات تركت أثرها في مجتمع الجزيرة العربية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام).
شهدت المئة عام السابقة للبعثة النبوية وظهور الإسلام، حراكاً ثقافياً واجتماعياً وفكرياً في مرحلة سياسية حرجة من تاريخ الجزيرة العربية، حيث كان يسودها تعدد الديانات والمعتقدات، وتحكمها النظم السياسية والاجتماعية والأعراف القبلية كما أثبتت الدراسات التاريخية والأدبية والاكتشافات الأثرية، أن الجزيرة العربية لم تكن بمعزل عما كان يجري في المناطق المجاورة، فقد كانت الأسواق التجارية، وطرق القوافل عبر الجزيرة العربية لها أعراف وتقاليد ونظم، وكانت الثقافة -من شعر وخطابة- تتسيّد الموقف على مساحة شاسعة من الجزيرة العربية، بحيث تركت أثرها في مجتمعها الداخلي وخارج حدودها.
وعلى الصعيد الاجتماعي بينت الدراسات التي جرت على سكان الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام -بحكم الامتداد الجغرافي للجزيرة العربية- أن السكان كانوا على الدوام خليطاً من بادية وحاضرة، وآثار الاستقرار السكاني شاهدة للعيان في مواقع المدن القديمة والحواضر الكبرى وفي مقدمتها مكة المكرمة ويثرب (المدينة المنورة) والطائف وغيرها من المدن التي لازالت عامرة إلى اليوم في الجزيرة العربية، ومنها الواحات، والآثار المكتشفة في عدد من المراكز والحواضر القديمة، ومدن القوافل التجارية، وعلى ضفاف الأودية والسواحل، حيث تمد الباحثين بمعلومات ثرية متنوعة، تشمل الملامح الاجتماعية والثقافية، والأحوال المعيشية من رعي وزراعة وصناعات وحرف وغيرها.
وفي تلك الفترة برزت شخصيات قيادية لها أثرها السياسي والاجتماعي والثقافي في الممالك والحواضر والبوادي فقد شهدت تلك الحقبة السابقة للإسلام سقوط مجموعة من الممالك العربية ونشوء أخرى غيرها، وسيطرة غير العرب ولفترة محدودة على بعض أطراف الجزيرة العربية، إلا أن الحراك التجاري والثقافي والاجتماعي بقي قوياً ومؤثراً، حتى ظهور الإسلام. ولعل من الشواهد المؤثرة عن ذلك الحراك أسواق العرب التجارية، وفي مقدمتها سوق عكاظ، الذي شهده الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قبل البعثة، وتردد عليه في مواسم إقامته بعد نبوته، وقد كان لالتقاء أهل البلدان في سوق عكاظ والأسواق الأخرى أثره الكبير في العادات والتقاليد التي تحكّمت في حياة سكان جزيرة العرب ومنهم اليمني، والحجازي، والنجدي، والعماني، والعراقي والشامي، وغيرهم، وذلك في اقتباس التقاليد، والعادات، والأخلاق وانتقالها بين البلدان.
ونظراً لأهمية البعد الحضاري للجزيرة العربية وجيرانها في عصور ما قبل الإسلام، وما شهدته من ظهور نبوّات سماوية ودول كبرى في أطرافها، وممالك عربية، ودويلات ومدن وحواضر مزدهرة في العمارة والفنون، والاقتصاد والثقافة، وارتبطت فيما بينها وبين المراكز الحضارية المحيطة بها بطرق تجارية وبرية وبحرية أدت إلى تطور الحياة الاجتماعية لشعوب الجزيرة العربية.
ولأهمية تلك الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الإسلام، فقد رأت اللجنة العلمية طرح هذا الموضوع ليكون أحد الموضوعين المطروحين لجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الثامنة.
وقررت لجنة الجائزة بأن آخر موعد لاستلام الأعمال المقدمة لنيل الجائزة هو: 30-صفر-1442 هجرية الموافق 18 أكتوبر-2020 ميلادي.