د.دلال بنت مخلد الحربي
كتبت وغيري كثير عن قضية اللغة العربية، وكيف أنها تنتهك حرمتها من أبنائها دون مراعاة لوضع هذه اللغة وتاريخها، وكيف أصبح الاستهانة بها على درجة يندى لها الجبين. الاستهانة بها تبدو بالإعلانات وفي اللوحات وفي حديث الناس خاصة بين الشباب الذين هم في مقتبل العمر، بل وبين بعض كبار السن من المتعلمين والذين حصلوا على أعلى الدرجات العلمية.
ولا يدري الإنسان هل هو شعور بالنقص؟
أم هو احتقار للغة؟
أو محاولة إبراز نمط يوحي بالتقدم والتطور؟
ولعل من أبرز الأمثلة على هذه الاستهانة ما نشهده من برامج فنية حيث أصبحت اللغة الأجنبية تستخدم بين جمهور عربي وتعطى الفرص للحصول على الجوائز رغم عدم انسجام عملهم مع المحيط الاجتماعي والثقافي.
وهناك برنامج إذاعي يقدم من إذاعة عربية ويتحاور فيه الضيوف والمذيع بإنجليزية مضحكة، ولا أعرف السبب في أن يتحاور عرب فيما بينهم وفي إذاعة عربية باللغة الإنجليزية؟.
في ظني أن هذا منتهى الإسفاف، وقمة الخروج على الذوق ومخالفة كبرى للواقع المفترض وهو الاعتزاز باللغة الأم وحمايتها.
والعجيب أن اللغة العربية تحترم في بلدان غير عربية والأمثلة كثيرة مثل القناة العربية التي تبث من الصين، وتقدم أخبارها وبرامجها الحوارية بلغة عربية سليمة.
أين هي الجامعة العربية؟ وأين هي المنظمات العربية المعنية بالثقافة؟ وأين هي التشريعات في البلاد العربية من هذا الجنون في العداء للغة القومية التي هي لغة حضارة تمتد عبر الآف السنين.
ختاما:
لا ندري من سيعنى بهذا الأمر، ومن هي الجهة التي يفترض أن تضع حدا لهذا الاستهتار باللغة الأم لمن ينتمون للعالم العربي.