علي الخزيم
حققت المملكة إنجازاً طبياً علمياً عالمياً على يد نخبة ماهرة من أطباء مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، حيث أجرى الفريق الطبي صباح الخميس 10-3-1441هـ الموافق 7-11-2019عملية لشبكية العين باستخدام العلاج بالجينات لمريضة سعودية تبلغ من العمر 34 عاماً تعاني من ضعف بصري شديد بسبب اعتلال الشبكية الوراثي بالعينين، كأول عملية من نوعها بالشرق الأوسط، وتعد المملكة العربية السعودية أول دولة بالشرق الأوسط وآسيا وضمن عدد محدود من الدول بأمريكا وأوروبا التي استخدمت الدواء، ما يسجل سبقاً للمملكة ولمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، ونقلة عالمية باستخدام العلاج بالجينات.
وأشار الدكتور عبدالعزيز الراجحي الرئيس التنفيذي للمستشفى، أن الإنجاز قد جاء في ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بتوفير كافة التقنيات العلاجية الحديثة للقطاع الصحي والاهتمام والدعم المتواصل لهذا القطاع، إضافةً إلى حرص وزير الصحة على أن يكون القطاع الصحي السعودي رائداً في توفير أفضل الخدمات العلاجية وأحدث ما توصل إليه العلم بمجال الصحة، وأن هذا السبق الدولي هو تتويج لجهود طاقم المستشفى الإداري والطبي على مدى أشهر عديدة للحصول عليه والتدريب على استخدامه والتعامل معه خلال النقل بالطرق الحديثة، وأثنى د. الراجحي على متابعة وزير الصحة لتذليل كافة العقبات لوصول الدواء إلى المستشفى، وأشار إلى أهمية وفاعلية تعاون هيئة الغذاء والدواء السعودية ودعم الشركة الوطنية للشراء الموحّد (NUPCO) مما يسّر وصول الدواء بوقت قياسي.
لماذا يهتم مواطن عادي مثلي بمثل هذه الأخبار؟ لما ألمسه من غياب الاهتمام الجماهيري عن الإنجازات المتوالية الشاملة لمملكة العزم والحزم، وبينها بالتأكيد وكما هو ملموس وموثّق ما يحققه الصرح الطبي الشامخ (مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض)، حيث يعد المستشفى من المراكز الطبية المتميزة على مستوى العالم والرائدة على مستوى الشرق الأوسط في إجراء عمليات العلاج بالجينات ولديه سجل بحثي وتجارب وخبرات سابقة موثقة دولياً، فقد قام بتقديم أول علاج جيني بالمملكة من سبتمبر 2011 إلى يونيو 2012 إلى 6 مرضى مصابين بمرض العشى الليلي من خلال حقنهم بعقار جيني ومتابعة حالتهم بشكل دوري، وثبت من خلال ذلك سلامة العقار وعدم تعرض المرضى لآثار جانبية، ويشير العلماء المختصون بالمستشفى إلى أن تم اكتشاف هذا الدواء يعد نقلة عالمية في العلاج بالجينات ويستخدم للمرضى الذين يعانون من خلل وراثي وطفرة في جين (RPE65) والمرتبط بضمور الشبكية ويؤدي إلى ضعف الإبصار تدريجياً وقد ينتهي الأمر بالعمى الكلي، ويتم حقن المريض بعد التأكد من ملائمة الدواء لحالته (بالفحص الجيني) مباشرة تحت الشبكية.
وبعد: فإني أدعو الأجيال من شباب المملكة من الجنسين للالتفات لإنجازات بلادهم ومؤسساتها ومنشآتها العلمية والطبية والاقتصادية وجعلها برأس اهتمامهم، والإلمام بحجم الأبحاث والتجارب العلمية التي تتحقق لبلادنا بفضل الله ثم دعم القيادة الرشيدة السخي، ثم جهود هؤلاء العلماء والخبراء كل في مجاله، وكلما عرف الشباب إنجازات وطنهم وقيادتهم اعرضوا عن هرطقات المُغرضين.