عبدالله العمري
قدم لاعبو الهلال في مباراتهم أمام فريق أوراوا الياباني في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2019 بالرياض واحدة من أجمل مبارياتهم في الخمس سنوات الأخيرة تقريباً، حيث شاهدنا هلالاً مختلفاً بالروح والعطاء، شاهدنا جدية كبيرة من اللاعبين في الأداء.
فسوء الطالع الذي لازم أغلب هجمات الهلال حرمنا من نتيجة تاريخية كانت كافية لحسم لقب البطولة في الرياض وقبل الذهاب لملعب سايتاما باليابان.
كان واضحاً جداً مدى التحضير النفسي والذهني العالي الذي كان عليه لاعبو الزعيم وهو أمر بكل تأكيد يحسب للأجهزة الإدارية والفنية بالفريق الأول وتؤكد أن هناك عملاً كبيراً بذل في الهلال قبل المباراة، وهو أمر يسجل للإدارة الهلالية برئاسة الخلوق فهد بن نافل.
مكاسب الهلال في مباراة الذهاب كانت كثيرة ولعل أهمها هو ثقة المدرج الهلالي بلاعبي فريقها رغم الهزة القوية التي تعرض لها الفريق بداية من مواجهة السد القطري بالرياض مروراً بالخسارة من منافسهم التقليدي النصر في مواجهتهم الدورية، وكذلك التعادل مع فريق الفتح وهو أحد فرق المؤخرة إلا أن هذه الانتكاسة غير المتوقعة لم تؤثر في المدرج الهلالي الكبير، فتذاكر مباراة أوراوا نفذت بعد طرحها خلال ثلاث دقائق فقط، وهذا أمر بكل تأكيد عزز من قدرات اللاعبين بأنفسهم وإمكانيتهم ورفع من روحهم المعنوية لذا كانت واضحة حالة الإصرار والروح العالية التي كانوا عليها رغبة منهم لرد الدين للمدرج الهلالي المؤثر.
نعم الهلال كان هو الأفضل بكل شيء في مباراة الذهاب والفوز فيه بهدف وحيد غير كافٍ للتتويج باللقب الآسيوي الذي تمرد على الزعيم كثيراً، لكن موقعة سايتاما ستكون مختلفة بكل تفاصيلها فالفريق الياباني لن يستسلم بسهولة وسيكون على ملعبه وبدعم جماهيره الكبيرة شرساً جداً، لهذا يجب على لاعبي الهلال أن ينسوا مباراة الذهاب التي أقيمت بالرياض وكل ما جرى فيها من تفوق وأفضلية للهلال. فمواجهة الإياب باليابان هي المباراة النهائية، والتي من خلالها -بإذن الله- سيتوج الزعيم بلقب البطولة.
لاعبو الهلال برهنوا للجميع أن قدراتهم وإمكانياتهم الفنية أفضل من لاعبي أوراوا بمراحل، لكن بشرط أن نشاهد نفس التركيز الذهني والروح العالية التي كانوا عليها مباراة الذهاب، فالإفراط بالثقة ربما يضيع لقباً قريباً جداً من الخزينة الزرقاء المليئة والمعتادة على المجد والبطولات.