فهد بن جليد
شكل الإنسان عام (3000 للميلاد) سيتغيّر كثيراً بحسب التوقعات التي كشف عنها العلماء وتوصَّلت لها صحيفة (ذا صن البريطانية)، فأطوال البشر ستتجاوز المترين و10 سم، بينما من يموت قبل الـ100 عام سيفقد شبابه بحسب متوسط العمر -آنذاك- كما أنَّ وجه الإنسان الطبيعي سيكون مليئاً بالتجاعيد كأمر طبيعي نتيجة لزيادة الأعمار -بإذن الله- لتوصل الطب إلى علاج لمُعظم الأمراض القاتلة، كما أنَّ عقول الناس سوف تصغر وتصبح خاوية أكثر، وتفكيرهم وفهمهم واستيعابهم أقل بكثير ممَّا هم عليه اليوم، لأنّ الحياة بالكامل يُعتمد فيها على التقنية الرقمية والإلكترونية التي ستتحكم في أدق تفاصيل البشر وفي كل مناحي حياتهم تقريباً، كما أنَّ أيدي البشر ستصبح أطول مما هي عليه، وعيونهم أوسع، وشعرهم أقل.. الخلاصة أنَّ الصورة مُختلفة وأقرب للمخلوقات الفضائية.
في اليوم الأخير من عام 2013م تم كشف النقاب عن الملامح الأولى (لإنسان 3000)، وحينها كتبت مقالاً هنا عن تجربة صديق لي أضاع (مهر زواجه) الذي جمعه له إخوته وأخواته في ثلاث تجارب زواج فاشلة خارج المملكة، عندما كان ينشد التجديد والتغيير طمعاً في تحسين (نسل العائلة) -والرجل أبخص بظروفه المحيطة- وكيف أنَّه كان يحمل تطلّعات (حالمة) ليكون مختلفاً عن بقية إخوته، بإنجاب أطفال أجمل، وأفضل، وأحلى من (طقم) الإنتاج العائلي كما يقول، وبعد كل ذلك أجبر على الزواج من (ابنة عمه) ليستر عليها وتستر عليه بعد أن تخلّى عن أفكاره وتطلُّعاته، وهو الآن يعيش حياه هانئة، راضياً بما قسمه الله له، فلديه أطفال لا يختلفون كثيراً عن بقية أبناء أشقائه، لأنّ (العرق دسّاس) والشبه واضح، وقد أرسلت له في حينه رابط الخبر مواسياً، خصوصاً فيما يتعلّق بالفروقات بين إنسان اليوم وإنسان الغد، وكيف أنَّ علماء التشريح البشري والجينات يرون أنّ الإنسان في هذا العصر (أجمل من إنسان العصور القادمة)، بمعنى أنّ ملامحنا الآن أجمل من ملامح الجيل القادم.
موقف رواد مراكز التجميل بعد هذه الأخبار والدراسات يجب أن يتغيّر، وأولياتهم يجب أن تتبدل، فالسباق المحموم نحو شكل واحد مُتشابه، وصوره طبق الأصل تعني أنَّنا نقترب أكثر من الشكل الذي رسمه العلماء لإنسان الألفية القادمة، وهو ما يعني ابتعادنا فعلياً عن الجمال الطبيعي لتكون أشكالنا أكثر تشابهاً وتطابقاً -انظر في مخرجات مراكز التجميل- وستكتشف كيف أنَّ أحفادنا سيرون صورتنا أجمل وأوسم من واقعهم الذي تقرّبنا منه تلك العمليات.
وعلى دروب الخير نلتقي.